أعلنت ادارة الرئيس بيل كلينتون امس ان المعلومات المتوفرة لديها تؤكد ان المصنع الذي دمرته الهجمات الصاروخية الاميركية في السودان كان يستخدم لانتاج مادة كيماوية مهمة لتصنيع أسلحة كيماوية وغازات الأعصاب من نوع "في اكس". وقال مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الأمن القومي صموئيل بيرغر، رداً على الانباء الواردة من الخرطوم بعدم وجود أي دليل حول استعمال المصنع لانتاج أسلحة كيماوية، انه ليس لديه أي شك بأن المصنع كان يستعمل لانتاج مادة كيماوية ليس لها أي استخدام آخر سوى تصنيع غازات الاعصاب. ورفض بيرغر الإفصاح عن الأدلة المتوفرة لدى الحكومة الاميركية، وقال انها سرية للغاية وتتعلق بمصادر استخباراتية "ولن نكشف عنها، لكنني اؤكد انه ليس لدي أي شك، كما ليس لدى اجهزة الاستخبارات أي شك أيضاً، بأن المصنع استعمل لانتاج مادة كيماوية لتصنيع غازات الأعصاب". وأضاف بيرغر الذي ظهر امس في برنامج تلفزيوني على شبكة "سي.ان.ان" ان المعلومات المتوفرة الآن تؤكد ان الهجمات الصاروخية ألحقت أضراراً كبيرة بستة معسكرات تدريب تابعة لشبكة اسامة بن لادن الارهابية في افغانستان. لكنه أوضح ان الادارة لا تعرف شيئاً عن مصير ابن لادن. ودافع عن العمليات العسكرية واشار الى انها جاءت رداً على تزايد التهديدات التي كان آخرها تفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام. وشدد على القول ان المعركة في مواجهة الارهاب هي من النوع البعيد المدى. وقال رداً على سؤال عما اذا كانت هناك تحضيرات اميركية لتوجيه المزيد من الضربات ضد شبكة ابن لادن: "لدينا معلومات ونعرف ان هذه المجموعات أعلنت الحرب على الولاياتالمتحدة. وسيتطلب هذا الأمر جهداً مستمراً لملاحقة هذه المجموعات ونحن مصممون على القيام بذلك". راجع ص 5 و6 الى بيرغر، ظهر على شاشات التلفزيون امس كل من وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ووزير الدفاع وليم كوهين ورئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال هنري شيلتون. وتوزعت الاهتمامات بين فضيحة مونيكا لوينسكي وتأثيراتها على مصير الرئيس كلينتون، فالحدث الاساسي وهو العمليات العسكرية في افغانستان والسودان. وكرر كبار المسؤولين الاميركيين تأكيد عدم وجود أي علاقة بين "الحرب" ضد اسامة بن لادن وقضية لوينسكي باعتبار ان الرأي العام الاميركي رأى في العمليات محاولة لتحويل الأنظار عن مضاعفات فضيحة الرئيس الداخلية. ونفى الجنرال شيلتون وجود علاقة بين توقيت الهجوم الخميس الماضي وبين مشاكل الرئيس كلينتون الشخصية. وقال ان قرار العمليات العسكرية اتخذ بعد تلقي معلومات مقنعة ومن مصادر موثوق بها تؤكد مسؤولية "شبكة ابن لادن" الارهابية عن تفجير السفارتين في نيروبي ودار السلام في 17 آب اغسطس الجاري، وبعد تلقي معلومات اخرى عن خطط لعقد اجتماع للارهابيين في احد معسكرات التدريب التابعة لابن لادن في افغانستان. وبدوره اعلن وزير الدفاع كوهين ان قرار العمليات العسكرية اتخذ لأسباب تتعلق فقط بالامن القومي الاميركي، وان الرئيس كلينتون تصرف على هذا الاساس فقط وليس لأسباب سياسية داخلية. وكشف ان وزارة الدفاع الاميركية في حال استنفار كبير على الصعيد الامني داخل الولايات وخارجها. وكرر انه لا يعرف شيئاً عن مصير ابن لادن، وسئل ما اذا كان سيبكي اذا قتل ابن لادن نتيجة الهجوم فأجاب: "كلا، كونه مسؤولاً عن مقتل اكثر من 260 شخصاً في انفجار السفارتين" وقال ان "هجمات مقبلة ضد شبكة ابن لادن ممكنة". واعلنت وزيرة الخارجية اولبرايت ان العمليات العسكرية ادت الى عرقلة نشاطات الارهابيين وخططهم وامكان قيامهم بعمليات ارهابية جديدة. لكنها اوضحت ان المطلوب هو "النظر الى المشكلة على اساس انها مشكلة طويلة المدى للولايات المتحدة والعالم المتحضّر". ودافعت عن قانونية العملية وقالت: "نعتقد ان هناك حقاً قانونياً بالدفاع عن النفس بموجب البند 51 من شرعة الأممالمتحدة…". واكدت ان الولاياتالمتحدة "ستلاحق شبكة ابن لادن وستلاحق امواله ايضاً". من جهة اخرى قرر السودان امس سحب سفيره لدى بريطانيا وتقليص بعثته الى مستوى القائم بالاعمال احتجاجاً على موافقة لندن المسبقة على الضربة الاميركية لمصنع الادوية السوداني وتأييدها الكامل لهذا العمل. وتقدم الحكومة السودانية اليوم مشروع قرار امام الجامعة العربية يتناول "الدعم العربي الكامل للسودان"، كما تعمل مع دول اخرى على تقديم مشروع قرار الى مجلس الأمن الذي يناقش الشكوى السودانية اليوم. وأكد وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل في بغداد امس استعداد الخرطوم لاستقبال بعثة تقصي حقائق اميركية للتأكد من خلو "مصنع الشفاء للأدوية" من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية. وأعلنت وكالة الانباء العراقية ان السودان والعراق اتفقا على العمل معاً من اجل موقف عربي موحد ضد الولايات المتحدة