نشر الجمعة الماضي في الجريدة الرسمية الفرنسية مرسوم بتعيين مستشار الرئيس الفرنسي جاك شيراك برنار ايميه سفيراً في الأردن. ايميه ديبلوماسي بارع رغم صغر عمره، فهو في الأربعين، وهو وجه معروف في الأوساط الديبلوماسية العربية، إذ أنه منذ كان مستشاراً ديبلوماسياً لوزير الخارجية السابق ألان جوبيه في 1993 كان يهتم بكل الملفات العربية من المشرق إلى المغرب. وعندما دخل ايميه في فريق العمل الذي يرأسه الديبلوماسي الماهر جان دافيد ليفيت إلى قصر الايليزيه حيث عمل مستشاراً للرئيس جاك شيراك، كان دائماً مسؤولاً عن الشخصيات العربية والسفراء العرب الذين يتعاملون مع القصر الرئاسي. وعندما استقبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك رئيس الديوان الملكي الأردني فايز الطراونة الأسبوع الماضي قدم له ايميه قائلاً: "قررت ارسال أحد أفضل الديبلوماسيين لديّ سفيراً، ووافقت على الاستغناء عنه في القصر الرئاسي، لأنني ارسله إلى الأردن، الذي هو بلد مهم لفرنسا ولدينا هناك سفير جيد ونشيط برنار باجولي الذي أنهى مدته في الأردن ولكنني أيضاً اتعهد أن أجد لباجولي منصباً جيداً آخر". ومع ان ايميه يُعين الآن سفيراً للمرة الأولى، إلا أنه خبير في التعاطي مع العالم العربي، إذ كان نشطاً جداً في أزمات عدة من بينها الأزمة بين العراق والولايات المتحدة، وهي أزمة لعب الرئيس الفرنسي دوراً أساسياً إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان لتجنيب العراق ضربة عسكرية أميركية. والمعروف أن ايميه من خلال عمله يرفع تقارير للرئيس الفرنسي حول ملفات مهمة في الشرق الأوسط بعد الاستشارة مع السفير جان دافيد ليفيت، فعدد من الشخصيات اللبنانية التي زارت فرنسا لقضايا معينة استقبلت في مكتبه في قصر الرئاسة من بينها الوزراء وليد جنبلاط وميشيل ادة، كذلك الأمر مع شخصيات عربية أخرى. ويتلقى ايميه وزوجته ايزابيل حالياً دروساً في اللغة العربية في قصر الايليزيه قبل مغادرتهما باريس إلى عمّان في 10 أيلول سبتمبر المقبل. وأقام عدد من السفراء والمستشارين العرب حفلات على شرفه كونه نشطاً في مساعدتهم في الرئاسة الفرنسية.