واشنطن، نيويورك، الخرطوم، القاهرة، عمان، بانكوك، كولومبو - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اكدت الولاياتالمتحدة انها لم توجه الاتهام رسمياً بعد الى اسامة بن لادن في تفجير سفارتيها في كينيا وتنزانيا. وأكدت مصادر امنية في نيويورك ان السلطات الاتحادية تحتجز مشتبهاً بتورطه في الحادث سيوجه اليه اتهام في التفجيرات بعدما جرى ترحيله من نيروبي اول من امس الخميس. وكانت هيئة محلفين وجهت 14 تهمة الى احد المشتبهين اول من امس. وقالت مصادر امنية في نيويورك ان محمد صادق عودة جرى ترحيله جواً الى نيويورك بعدما ظل محتجزاً في نيروبي منذ اسبوعين تقريباً. وكان عودة اعتقل اثناء سفره من نيروبي الى كراتشي في باكستان في السابع من آب اغسطس يوم وقوع التفجيرات في نيروبي. وكان مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي لويس فريه أكد الخميس ان اسامة بن لادن "مشتبه به" رئيسي في نسف سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام في السابع من الشهر الجاري. لكنه قال ان التهمة لم توجه رسمياً له بعد. وجاء التصريح بعدما تسلمت السلطات الأميركية أول من أمس محمد رشيد داوود العوالي، الذي اعترف الى المحققين الأميركيين بتورطه في تفجير السفارة في نيروبي والدور المباشر لاسامة بن لادن في العملية. ووجهت رسمياً الى العوالي 14 تهمة تتعلق بالهجوم في نيروبي وعمليات اخرى ضد أميركيين. ويواجه في حال ثبوت التهم عقوبة الاعدام او السجن مدى الحياة. وأشار فريه الى ان اعترافات العوالي شملت "تلقيه التدريب في عدد من المعسكرات في أفغانستان" من بينها معسكرات تعود الى ما اسماه فريه "القيادة" التي اعتبر انها اسم "لمجموعة ارهابية يقودها اسامة بن لادن تركز على استعمال العنف ضد الحكومات اللاإسلامية". وأشار الى ان "المتهم قال انه تدرب على استخدام المتفجرات وخطف الطائرات والاشخاص ... وانه حضر مع ابن لادن مؤتمرات واجتماعات ومؤتمرات صحافية، وكان يعرف ان ابن لادن وقع فتوى تحلل قتل الأميركيين في انحاء العالم". ورفض مدير "أف. بي. آي" فريه التعليق على تقارير قالت ان هيئة محلفين فيديرالية عليا في نيويورك أصدرت في جلسة سرية أمرا يجلب ابن لادن لمواجهة تهم التورط في التفجيرين. وأشار الى ان بحوزة السلطات قائمة طويلة من المتورطين المحتملين. واعتبر ان "التحقيق لا يزال في مرحلة مبكرة، ولدينا الكثير من الخيوط التي نتتبعها في كثير من الأمكنة"، ورفض اعطاء اي تقدير لعدد الاشخاص المحتجزين أو الذين يخضعون للتحقيق في القضية. وكانت السلطات الأميركية تسلمت من كينيا امس شخصاً آخر يشتبه بتورطه في تفجير نيروبي هو محمد صادق عودة، وهو فلسطيني اعتقلته السلطات الباكستانية وسلمته الى كينيا، التي سلمته بدورها الى الولاياتالمتحدة. وجاء في لائحة الاتهام الى العوالي التي تقع في 14 صفحة انه "ذهب مع واحد من المتآمرين الى السفارة في نيروبي يوم التفجير في سيارة تحمل متفجرة تشبه القنبلة اليدوية لكن دون غلاف قابل للتشظي وألقى بها على حارس خارج السفارة". واعتبر مدير "أف. بي. آي" ان تنظيم ابن لادن يشكل خطراً جدياً على الولاياتالمتحدة. وقال ان "تنظيمه يمتلك قدرة عملياتية ويتمتع بتمويل كبير. كما ان له عناصر ذات خبرة واسعة ... ولذا علنا ان ندرك انه يشكل خطر كبيراً". "حماس" وفي القدسالمحتلة افادت مصادر صحافية اسرائيلية نقلاً عن نشرة اعلامية خاصة بپ"حركة المقاومة الاسلامية" حماس على شبكة "الانترنت" ان سلطة السجون الاسرائيلية نقلت ستة من معتقلين "حماس" من سجن عسقلان في الجنوب الى معتقل الجلمة في الشمال حيث خضعوا هناك لاستجواب من قبل محققي وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية السي. آي. ايه عن علاقة الحركة بأسامة ابن لادن المقيم في قندهار في افغانستان. وتركز الاستجواب على ما اذا كانت "حماس" تتلقى تمويلاً من ابن لادن وعما اذا كانت "حماس" تورطت في حادثي تفجير السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا. وذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان عملاء "سي. آي. ايه" عرضوا على احد المعتقلين الستة اطلاقه والحصول على مليون دولار مقابل موافقته على التجند في صفوفها الا انه رفض ذلك. الى ذلك، نفى مؤسس "حماس" الشيخ احمد ياسين أمس أي علاقة للحركة بابن لادن. ووصف ابن لادن بأنه احد المقاتلين ضد المعتدين الاميركيين "لكننا لم نلتقيه وهو ليس في بلدنا". من جهة اخرى، وافقت الامانة العامة للجامعة العربية على طلب الخرطوم ادراج بند على جدول اعمال مجلس وزراء الخارجية العرب المقرر عقده في 16 و17 ايلول سبتمبر للبحث في "المخططات التآمرية الاجنبية ضد السودان" بغية الحصول على دعم عربي في مواجهتها. وقال مصدر في الجامعة امس ان السودان ارسل مذكرة في هذا المعنى اثر المجلس الطارئ الذي عقده مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الاسبوع الجاري والذي دان "العدوان الاميركي" الذي اوقع قتيلاً وسبعة جرحى في مصنع الادوية شمال الخرطوم في العشرين من الجاري. اجراءات أمنية واستمرت امس الاجراءات الأمنية لحماية المصالح الاميركية في دول عدة. اذ اعلنت السفارة الاميركية في سيول انها حذرت مواطني الولاياتالمتحدة الذين يعيشون في كوريا الجنوبية من "تهديدات ارهابية غير مؤكدة". وذكر بيان من السفارة انها "تلقت معلومات غير مؤكدة بأن عملاً ارهابياً محتملاً ربما يستهدف منشآت حكومية اميركية رسمية او مواطنين اميركيين في جمهورية كوريا". وقال ناطق باسم السفارة ان هذه المعلومات نقلت الى الرعايا الاميركيين في كوريا الجنوبية من خلال هيئات مختلفة. من دون ذكر تفاصيل اخرى عن التهديد المحتمل. وللولايات المتحدة 37 الف جندي في كوريا الجنوبية ولديها ايضاً قاعدة عسكرية مترامية الاطراف وسط سيول يقيم فيها آلاف من العسكريين وأسرهم. الى ذلك، وضعت اجهزة الاستخبارات التايلاندية امس في حال تأهب قصوى. وقال ضابط في الشرطة ان هذه الاجهزة ستترقب احتمال حصول اعمال ارهابية ضد مصالح اميركية وسفارات او مرافق مرتبطة بشكل ما بالولاياتالمتحدة. تظاهرات والى جانب اجراءات الأمن، تواصلت الاحتجاجات في عدد من العواصم على الهجمات الصاروخية الاميركية على مواقع في افغانستان والسودان. ففي عمان تجمعت قرابة 30 امرأة اردنية تمثلن منظمات مختلفة امس امام السفارة الاميركية. ورفعت النسوة يافطات كتب عليها "فلتسقط الاعمال الارهابية الاميركية" و"الولاياتالمتحدة، زعيمة الارهاب الدولي". وفي رسالة احتجاج قدمت الى السفارة الاميركية جاء فيها "على الولاياتالمتحدة احترام القانون الدولي والتوقف عن القيام بأعمال تثير وتشجع على العنف". وفي كولومبو، قال شهود ان مئات من مسلمي سريلانكا تظاهروا في العاصمة كولومبو امس للتعبير عن غضبهم ازاء الهجمات الصاروخية الاميركية على افغانستان والسودان. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "اميركا اكبر ارهابية" ورددوا شعارات مناهضة للولايات المتحدة بعد اقامة صلاة الجمعة في مسجد في العاصمة، لكنهم تخلوا عن خطط للتظاهرة باتجاه السفارة الاميركية بعدما منعتهم شرطة مكافحة الشغب. ونظمت جبهة التحرير الاسلامية المتحدة التظاهرة وهي الأولى في سريلانكا منذ وقوع الهجمات الاميركية في الاسبوع الماضي. الى ذلك، قال شهود والشرطة الماليزية ان مئات من المسلمين تظاهروا امس خارج مبنى السفارة الاميركية في كوالالمبور. وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للولايات المتحدة وهتفوا قائلين "الله اكبر" خارج بوابات السفارة. وسار المتظاهرون يحملون لافتات كتب عليها "الولاياتالمتحدة الارهابي الاكبر" و"اميركا الشيطان الاكبر" متوجهين الى مبنى السفارة من مسجد قريب بعد اداء صلاة الجمعة. وتفرقت التظاهرة التي نظمها الحزب الاسلامي الماليزي بسلام.