اعلنت "انتل"، الثلثاء الماضي تراجع ايراداتها في الربع الثاني من السنة الجارية بنسبة 29 في المئة، باكثر مما كان متوقعاً. وعزت الشركة الاكبر في مجال انتاج شرائح الكومبيوتر التراجع الى ضعف الاسعار. وقالت انها لا تتوقع تحسناً ملحوظاً في نتائجها المالية في الربع الثالث من 1998. وتراجع سهم "انتل" التي تعتبرها الشركات الاخرى في قطاع الكومبيوتر زعيمة وقدوة يحتذى بها، بعد اعلان نتائجها المالية. وكان المستثمرون تسببوا اخيراً في تحسن قيمة اسهم "انتل" وشركات تكنولوجية اخرى على امل ان تأتي نتائج الاولى "مبشّرة" بعودة النمو للشركات الاخرى في القطاع. وفي الربع المنتهي في 27 حزيران يونيو الماضي، جنت "انتل" 17.1 بليون دولار او 66 سنتاً كعائد لكل سهم مرخّص بالكامل، فيما حققت خلال الفترة نفسها من العام الماضي 645.1 بليون دولار، اي بما يعادل عائد قدره 92 سنتاً لكل سهم. وبلغت العائدات 93.5 بليون دولار فيما كانت خلال الربع الاول من 1997، 96.5 بليون دولار. وكان محللون درست تحليلاتهم شركة "فيرست كول كورب"، توقعوا ان تجني "انتل" 68 سنتاً عائداً للسهم الواحد. اما ما "همس" به المحللون لزبائنهم فكان 70 سنتاً للسهم الواحد. وانعكس قلق المستثمرين حيال حظوظ "انتل" المستقبلية، في تراجع قيمة اسهمها. وبعد نشر الارقام الخاصة بالايرادات، واصل السعر تراجعه حتى وصل 125.80 دولار للسهم الواحد. ويذكر ان ايرادات "انتل" تضررت خلال الارباع الثلاثة الاخيرة بسبب خفض اسعار الشرائح لمواجهة التنافس الجديد ولمواجهة فيض كبير من الاجهزة الشخصية المخزنة لدى الموزعين والتجار. وتقول "انتل" إنها خفّضت هوامش أرباحها بسبب كثرة المخزون الذي انعكست تبعاته في تراجع أسعار البيع بنهاية الربع الاخير. ويقول المحلل في شركة"مورغن ستانلي" مارك ادلستون، ان "انتل" كانت ستجني 71 سنتاً عائداً على السهم الواحد لولا ضخامة مخزونها وانخفاض قيمته. ويضيف: "والاهم من هذا ان المستقبل المنظور لا يزال منسجماً مع التوقعات لا سيما وان تصحيح مخزون الاجهزة الشخصية سينتهي قريباً وستكون "انتل" من اكثر المستفيدين من هذا". لكن آخرين يقولون ان خفض قيمة المخزون، يعكس ضعفاً تعانيه الشركة كان متوقعاً. ويقول المحلل في شركة "سي جي كووين سكيوريتيز كورب" درو بيك "سيتنفس المعنيون الصعداء خلال النصف الثاني من العام لأن الانهيار لن يحدث، لكن على المعنيين ان يتذكروا ان "انتل" بعيدة جداً عن ايام "العز" والازدهار التي شهدتها مطلع التسعينات. فهذه الشركة لن تشهد نمواً في ايراداتها في السنة الجارية، وحتى سنة 1999 قد لا تكون نتائجها مُسرة". وقالت الشركة ان مبيعاتها من الشرائح تراجعت قليلاً خلال الربع الثاني عمّا كانت عليه في الربع الاول من 1998، فيما واصلت مبيعاتها من المنتجات، المستندة الى تصميمها الجديد المسمى "P6" في الارتفاع. اما مبيعات الشركة من المنتجات المستندة الى شريحة بنتيوم فتراجعت. وقال رئيس شركة "انتل" وكبير المسؤولين التنفيذيين فيها كريغ باريت، في بيان اصدره اخيراً "على رغم الصعوبات التي تواجهها صناعة الكومبيوتر، حققت "انتل" تقدماً لا يستهان به في مجال الانتاجية فيما بذلت جهوداً كبيرة في سبيل تجديد الانطلاق نحو النمو. لقد خفّضنا التكاليف واكثرنا من المنتجات الجديدة، وبدأنا نستخدم عمليات انتاجية جديدة قبل الموعد المضروب لهذا الاستخدام. وبفضل هذا كله عزّزنا تنافسية "انتل" على نحو لا يستهان به ابداً". وقلّما اضطرت "انتل" في السابق الى خفض اسعارها لأن المستهلكين كانوا مستعدين لدفع المزيد من المال لقاء الحصول على آخر ما تنتجه الشركة من الشرائح التي تعتبر ذات الأداء الافضل. وعلى رغم وجود شريحة من السوق مستعدة لانفاق مبالغ كبيرة لقاء الحصول على اسرع شريحة، كان قسم سوق الاجهزة الشخصية، الذي شهد اكبر نمو واسرعه، اذ تقل قيمة الاجهزة فيه عن ألف دولار للجهاز الواحد. ويذكر ان "انتل" بعدما سمحت لشركتي "ادفانسد مايكرو ديفايسز" و"ناشونال سميكونداكتر كورب" بتخطيها في سوق الاجهزة الشخصية، ردّت على السبق بانتاج شريحة سيليرون متدنية السعر. لكن كان قدر هذه الشريحة انها بدأت حياتها ببطء.