أعلنت شركة "أبل كومبيوتر انك" نهاية الشهر الماضي ان ايراداتها في الربع الاول من العام الجاري كانت اكثر من ضعفي ما كان محللو البورصة النيويوركية وول ستريت اجمعوا على التكهن به، ما أثار البلبلة في صفوف المشككين في حظوظ هذه الشركة. وجاءت هذه النتيجة الجيّدة المفاجئة، التي كانت بمثابة المرة الاولى التي تعلن فيها الشركة عن ارباح ربعية متوالية منذ 1995، في المقام الاول، بفضل تحسن هوامش الربح وخفض حاسم حاد في التكاليف. وخلال ربع الشركة المالي الثاني تراجعت المبيعات 12 في المئة عن ما كانت عليه في خلال الربع نفسه من العام الماضي و11 في المئة عن ما كانت عليه في خلال الربع المالي الاول. وعلى رغم ان تحسن الايرادات كان مفاجأة سارة وموضع ترحيب، يقول محللو القطاع الذي تنشط فيه الشركة ان نمو عائدات "أبل" سيبقى موضع شك وتساؤلات في المستقبل. وضع ويقول دانيال كنستلر، احد المحللين الناشطين في شركة "جي بي مورغن"، "لا يوجد في وضع هذه الشركة دخان ومرايا، فقد صادف انها تنعم بربحية. ولا بد لها لهذه الشركة من ان تحسّن عائداتها في وقت من الاوقات. ويدرك الناشطون في هذه الشركة هذا الامر وتمكنوا اخيراً من تحقيق ذلك" مشيراً بذلك الى ازدياد ما باعته الشركة من الوحدات، في خلال الربع، بنسبة ثمانية في المئة. وعن الربع المالي الثاني الذي انتهى في 27 آذار مارس الماضي، أعلنت الشركة أبل ان ايراداتها كانت 55 مليون دولار أو 38 سنتاً لكل سهم من الاسهم بينما سجّلت الشركة خسارة بلغت 708 ملايين دولار 5.64 دولار لكل سهم من الاسهم في خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وتراجعت قيمة المبيعات 12 في المئة الى 1.41 بليون دولار. واذا استُثنيت مدفوعات لا تتكرر، بلغت خسائر "أبل" في الربع المالي الثاني من عام 1997 نحو 178 مليون دولار. وكان المحللون ينتظرون ان تكون ايرادات الشركة 16 سنتاً بالسهم الواحد، على حد ما تقول شركة أبحاث الاستثمار "فيرست كول". وقال كبير المسؤولين الماليين، فرد اندرسون، ان عائدات الشركة في الربع الثالث قد تكون خاملة بالمقارنة مع عائدات الربع الثاني، لكن عائدات الربع الرابع ستزيد على عائدات الربع الثالث. تعامل وكان سعر التعامل بالسهم الواحد من اسهم "أبل" في بورصة "ناسداك" ازداد 50 سنتاً وبلغ 27.4375 دولار، قبل نشر الاعلان الخاص بالنتائج، لكنه تراجع الى 27.25 دولار في الفترة اللاحقة للتعامل. ويذكر ان سعر السهم الواحد ازداد اكثر من ضعفين منذ فاجأت أبل البورصة النيويوركية في الرابع عشر من كانون الثاني يناير الماضي بأنها حقَّقت ارباحاً في خلال الربع الاول. وبالاضافة الى القلق حيال حظوظ نمو عائدات الشركة، أُثيرت اسئلة حول سعيها الى تعيين كبير للمسؤولين التنفيذيين فيها على اساس دائم. ويقول مجلس ادارة "أبل" ان بوسع ستيف جوبز الذي شارك في تأسيس الشركة، ان يبقى في ذلك المنصب على اساس موقت الى ان يختار هو التنحي. وقال اندرسون ان السعي الى العثور على رئيس أعلى تنفيذي دائم للشركة وُضع على "نار هادئة". مشككون لكن "أبل" لا تزال تواجه مشكِّكين في مستقبلها يقولون ان حظوظها من عكس التآكل في اسواقها، بسبب اجهزة الكومبيوتر التي تستند الى انتل، التي تسير نظام التشغيل "ويندوز"، الذي تنتجه شركة مايكروسوفت، محدودة ضئيلة. وركَّز المحللون انتباههم على التآكل المطرد في حصة "أبل" من السوق، وقالوا ان الشركة ستبقى تواجه تحديات قوية عنيدة فيما تحاول اقناع مطوِّري البرامج بمواصلة الطلوع بمنتجات لسلسلة "ماكينتوش" من اجهزتها الكومبيوترية. لكن محللين آخرين قالوا ان مستوى ربحية "أبل"، الذي كان مفاجئاً، قد يُلهم" مطوري البرامج لتجديد تقدماتهم لسلسلة "ماكينتوش" علماً بأن بعض هذه التقدمات صار عتيقاً. وعلى رغم ان برنامج "اوفيس 98"، الذي طوَّرته مايكروسوفت لاجهزة ماكينتوش، جديد وحيوي او بالغ الاهمية، لم يحصل أي تحسين للتطبيقات الاخرى المفتاح منذ فترة من الزمن، على حد ما قال كنستلر، الناشط في "جي بي مورغان". ويقول كيمبال براون، المحلِّل في شركة داتاكويست، ان لدى شركة "أبل" الآن خطة قابلة للحياة ومجدية لادارة نشاطها في مجال اجهزة ماكينتوش بغية توليد السيولة التي قد تكون واسطة او محرك نمو جديد مثل انترنت ذات التكاليف المتدنية وتطبيقات الالعاب. ويقول براون: "عندما أشاهد شاشة تلفزيوني، أرغب على نحو شديد في ان يمكِّنني هذا الجهاز، الذي يكلفني شراؤه بين 300 و400 دولار، من جعل الالعاب وأفلام الفيديو الرقمية اكثر إثارة. وسيكون اليوم الذي يتولى فيه جوبز منصبه على نحو دائم هو اليوم الذي يجد فيه تلك الماسة غير المصقولة". ويسبّب تدني العائدات، على رغم ازدياد مبيعات الوحدات وازدياد هوامش الارباح، تدن متوسط اسعار البيع في القطاع كافة، والبطء الموسمي الذي يعتري "أبل" عادة في ربع آذار مارس على حد ما قال جوبز في مقابلة هاتفية اخيرة. وأضاف جوبز: "لقد خفَّضنا اسعارنا في خلال الربع وشمل التخفيض حتى أفضل منتجاتنا. وتحصر الشركة حالياً اهتمامها بالاسواق الاساسية وبالمنتجات الاساسية. ويعود علينا هذا كله بالخير". وفي ما يرتبط بنمو العائدات قال جوبز في حديثه الهاتفي: "سيكون بعض النمو ملموساً وخصوصاً بحلول الربع الذي يبدأ في تشرين الاول اكتوبر المقبل". وقالت "أبل" ان ما باعته من وحدات بلغ 650 ألفاً اي بزيادة 8 في المئة على ما باعته في خلال الربع نفسه من العام الماضي، وبزيادة اثنين في المئة على ما تمَّ بيعه في ربع كانون الاول ديسمبر الماضي 635 ألفاً. وكان هامش الارباح الاجمالية، في خلال الربع، 25 في المئة بعدما كان 19 في المئة في خلال الربع نفسه من العام الماضي و22 في المئة في ربع كانون الاول ديسمبر الماضي. وزادت نسبة الاجهزة الممتازة جي 3 من الوحدات المباعة او اليها على 51 في المئة، بينما كانت عائدات المبيعات الدولية 50 في المئة من عائدات المبيعات كافة. ويقول اندرسون ان هوامش الارباح الافضل، المتأتية من بيع الاجهزة الممتازة ماكينتوش جي 3، بالتضافر مع تحسّن مستوى ضبط التكاليف، ولَّدت تدفق سيولة ايجابياً فيما كانت مستويات العائدات أدنى مما كانت عليه في السنوات السابقة. ويضيف اندرسون ان الاجهزة الجديدة، التي ستباع للأفراد، وأجهزة الجيب الجديدة ستبدأ في المساهمة في ايرادات الشركة بحلول كانون الاول ديسمبر المقبل.