وصفت مصادر كردية مطلعة وصلت الى لندن من شمال العراق ل "الحياة" الوضع الأمني والعسكري في المناطق التي يسيطر عليها الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني بأنه "صعب"، موضحة ان مقاتلي حزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله أوجلان يصعدون نشاطاتهم في هذه المناطق "مستفيدين من التغييرات التي تشهدها المنطقة، وبينها التقارب العراقي - السوري، وهم لا يعززون وجودهم في مناطق متاخمة لايران فحسب، بل في المناطق المتاخمة لسورية وبقية العراق الخاضع لسلطة بغداد". وأضافت ان هؤلاء المقاتلين يمارسون "حرب عصابات وعمليات تخريب هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ما يجعل صعباً مواجهتهم ومطاردتهم على رغم التعاون بين قوات بارزاني والجيش التركي". وتابعت ان الطرق أصبحت "غير آمنة ليلاً في مناطق عدة، ومثلاً بين سرسنك وعقرة حيث ينتشر مقاتلو أوجلان ويزرعون الألغام". وزادت ان عقرة ودهوك والموصل تعاني انقطاع الكهرباء معظم الوقت، "وسادت اشاعات في كردستان مفادها ان السبب هو ان سلطات بغداد أخذت تبيع الطاقة الكهربائية لسورية والاردن بالدولارات". ونقلت المصادر عن شهود عيان من الموصل ان شعارين رفعا فوق مبنى بورصة الموصل قبل أيام، يقول أحدهما: "تنعى محافظة نينوى فقيدها الراحل الماء والكهرباء"، والآخر: "مقابل الغذاء والدواء نريد الماء والكهرباء". وأكد الشهود ان حارس المبنى اعتقل. وقالت المصادر أيضاً ان السلطات العراقية وفرت لنحو ستة آلاف و500 مقاتل من حزب العمال معسكراً في مخمور جنوب غربي اربيل "وهناك تعاون وثيق بين الاجهزة العراقية واجهزة دول مجاورة لتسهيل عملية انتقال المقاتلين من منطقتي سنجار وربيعة الحدوديتين الى العراق". وتابعت ان السلطات العراقية "تزود مقاتلي حزب العمال أسلحة وعتاداً". ولاحظت المصادر أيضاً أن السلطات الكردية رصدت في الآونة الأخيرة "حشوداً عراقية تمت في اطار استبدال روتيني لوحدات عسكرية، ولكنها كانت تنقل الى منطقة فايدة الحدود بين محافظتي دهوك والموصل ومناطق اخرى متاخمة لاربيل وحدتين في مقابل كل وحدة تسحبها، إضافة الى نشرها مدافع ثقيلة اضافية من النوع الذي يعرف باسم المدفع النمسوي". وأكدت المصادر ان السلطات العراقية "تبدو عازمة على تخريب الكيان الكردي وترهيب السكان، خصوصاً لأن أوضاع الناس في هذه المناطق تحسنت كثيراً على الصعيد الاقتصادي وأصعدة أخرى، وكأنها تريد عن طريق هذه الأجراءات تأكيد سيطرتها وقدرتها على إثارة المشاكل والاستفزازات للأكراد". وعلى صعيد آخر أكدت المصادر ذاتها ان معلومات وصلت الى كردستان العراق، أخيراً، أفادت بأن مدينتي البصرة والنجف "شهدتا تظاهرات في 13 و14 من الشهر الماضي وان القوات قامت إثر ذلك بتطويق المدينتين"