بثت وكالة "الاناضول" للأنباء ان قوات خاصة تركية نفذت أمس عملية على غرار ما يحدث في أفلام المغامرات. وقامت هذه القوات بانزال مظلي مستخدمة طائرات هليكوبتر من طراز "سيكورسكي" في شمال العراق واعتقلت قائداً ميدانياً بارزاً سابقاً إنشق أخيراً عن حزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله أوجلان لجأ إلى زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني المتحالف مع أنقرة. ويدعى هذا القائد شمدين صاقيق وقد نقل إلى تركيا، فيما استنكر حزب بارزاني عملية الخطف. وأوضحت الوكالة ان القوات التركية اعتقلت القائد الكردي، شمدين صاقيق، في مدينة دهوك التي تسيطر عليها قوات بارزاني وتقع على بعد 60 كيلومتراً جنوب الحدود التركية - العراقية ونقلته في طوافة الى دياربكر في تركيا. وتابعت الوكالة ان القوة التركية كانت مزودة أوامر بالاشتباك مع أي قوة عسكرية تابعة لحزب بارزاني إذا حاولت إحباط العملية التي أطلق عليها اسم "الخفاش". وأعلن وزير الداخلية التركي مراد باش إيسكي أوغلو أن العملية، نفذها 50 عنصراً من قوات الكوماندوس، بعدما رفض حزب بارزاني طلبات أنقرة المتكررة تسليم صاقيق. وكان صاقيق، القائد العسكري السابق لحزب العمال في محافظة تونجيلي في جنوب شرقي تركيا، سلّم نفسه في 16 من الشهر الماضي الى حزب بارزاني إثر خلاف نشب بينه وزعيمه أوجلان. وأكد الحزب آنذاك انه لن يسلم صاقيق إلى تركيا وأضاف انه يتمتع بحرية التنقل في المناطق الخاضعة لسيطرة هذا الحزب. وذكرت مصادر بارزاني انه سيستفيد من لجوء صاقيق إليه لتشجيع آخرين على الإنشقاق عن أوجلان بأمل تشكيل قوة كردية متعاونة مع الحزب الديموقراطي الكردستاني يمكن أن تكون بديلاً من حزب أوجلان في كردستان تركيا. وأشارت "الأناضول" الى انه بعدما رفض الحزب تسليمه، بدأت القوات التركية الخاصة بمراقبته الى ان اعتقلته أمس هو وشقيقه بينما كانا يتنقلان في سيارة. ويقول محللون في أنقرة ان اسلوب الاعتقال يمكن ان ينقذ ماء الوجه لبارزاني الذي لم يكن يرغب كثيرا في تسليم صاقيق إلى تركيا على رغم كرهه الشديد لحزب أوجلان خشية ان يثير ذلك استياء الاكراد في شمال العراق. لكن ناطقاً باسم المكتب السياسي لحزب بارزاني اعتبر، في بيان أصدره أمس، ان "هذا العمل لا ينسجم مطلقاً مع علاقات حسن الجوار وهو تجاوز خطير على سيادة بلدنا إستهدف حياة إنسان سلّم نفسه بمحض إرادته". وأضاف: "في الوقت الذي ندين بشدة ونستنكر ما قامت به القوات التركية، نحمّل السلطات التركية مسؤولية هذا العمل الخطير وحماية حياة المخطوفين بمن فيهم رجالنا". وخلص إلى الاعلان عن تشكيل "لجنة للتحقيق" في ظروف الحادث. وأوضح البيان أن الحزب لاحظ ان الاتراك كانوا يجمعون في الآونة الأخيرة معلومات عن مكان صاقيق في دهوك فتقرر نقله الى أربيل حماية له، لكن موكبه تعرض في وقت مبكر أمس في منطقة قسروك، وهي مكان مكشوف بين دهوك وعقره للانزال التركي وخطف صاقيق مع شقيقه وحراسهما المنتمين إلى حزب بارزاني ونقلوا فوراً إلى الأراضي التركية. يذكر أن اوجلان كان وصف صاقيق بعد لجوئه الى بارزاني بأنه "خائن"، وأكد نيته اعطاء مزيد من المسؤوليات القيادية لعناصر شابة في حزبه. كذلك يُذكر أن صاقيق أحبط أول وقف للنار أعلنه أوجلان من جانب واحد في آذار مارس 1993، عندما أمر مجموعة من مقاتليه بنصب مكمن في منطقة تابعة له في جنوب شرقي البلاد لباصات كانت تنقل في 24 آيار مايو من السنة ذاتها جنوداً غير مسلحين وقُتل في العملية 33 جندياً.