اكد مالك مصنع الادوية السوداني الذي دمرته غارة اميركية قبل اسبوع ثقته في ان اي تحقيق دولي سيكشف حقيقة ان "مصنع الشفاء" للأدوية لم ينتج اسلحة كيماوية "لأن امكاناته الفنية لا تسمح بذلك"، ودعا الى ارسال لجنة تحقيق دولية. وأكد ان الهجوم "لن يؤثر على خططي وتوجهاتي الاستثمارية". وكشف وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية توماس بيكرينغ امس ان واشنطن "بدأت في الاعتقاد منذ عامين بأن المصنع قد يكون قادراً على انتاج اسلحة كيماوية"، وان واشنطن حصلت على ادلة مادية من خلال عينة من تراب المصنع اخذت قبل اشهر عدة. ودعا الرئيس السوداني عمر البشير السودانيين الى الصوم والصلاة اليوم في ذكرى مرور اسبوع على الغارة الاميركية "والابتهال الى الله كي ينقلب شر اعداء الاسلام عليهم". وأكدت الحكومة السودانية انها ستبدأ حملة ديبلوماسية لحشد التأييد في المواجهة مع اميركا. تفاصيل ص6 وقال مالك المصنع السوداني صلاح الدين احمد ادريس في بيان اصدره في الخرطوم امس في تصريحات هي الأولى منذ وقوع الضربة الاميركية على مصنعه: "سنعمل على اعادة بناء المصنع في اسرع فرصة ليعود منارة صناعية تعمل مع غيرها على خدمة الانسان السوداني". وتطوع ادريس "للعمل مع غيرنا من المصانع المحلية والموردين على تلافي النقص الذي تسبب به التدمير الكامل للمصنع الذي كان يوفر 50 في المئة من الاحتياجات المحلية، باعتبار ذلك مسؤولية انسانية". وتابع: "اكملنا شراء المصنع في 29 آذار مارس الماضي ونملكه بالكامل لينضم الى مجموعة من الاستثمارات الخاصة بي وبأفراد اسرتي". وزاد: "نتيجة لتنامي التزاماتي تقدمت باستقالتي من البنك الاهلي التجاري في شباط فبراير الماضي كي اتمكن من التفرغ لادارة هذه الاستثمارات". وشدد على ان "ما حدث لن يؤثر على خططي وتوجهاتي الاستثمارية، وأشكر الجميع على التعاطف والمشاعر الطيبة، لكنني ارجوهم مخلصاً وقف حملة جمع التبرعات بهدف اعادة بناء المصنع اذ ان عملية اعادة البناء تنبغي معالجتها في اطار آخر تحكمه اسس وضوابط مهنية وعملية سنهتدي بها ان شاء الله. ويبقى القول ان اي استثمار خاضع في النهاية لظروف الربح والخسارة". في واشنطن قال بيكرينغ في شأن ما نقلته صحف اميركية عن مصادر رسمية عن وجود علاقة بين السودان والعراق في مجال تصنيع الاسلحة الكيماوية: "نرى دليلاً نعتقد انه واضح في شأن اتصالات بين السودان والعراق. وفي الواقع كان المسؤولون في مصنع الشفاء في بداية عمل الشركة على اتصال مع اشخاص عراقيين لهم علاقة ببرنامج تطوير السلاح الكيماوي في اكس". ودافع بيكرينغ عن الضربة الصاروخية الاميركية في السودان وقال ان المادة التي استخرجت من العينة الترابية التي اخذت من المصنع هي من نوع "امبتا" التي لا تستخدم الا لتصنيع مادة "في اكس". واضاف انه من الصعب على العين المجردة معرفة ما يجري داخل المصنع واعطى مثلاً بأن المفتشين الدوليين لم يتمكنوا من معرفة ما كان يجري داخل مصنع الحكم في العراق، وان الحقيقة عرفت عندما اعترفت بغداد بأنها استخدمته لتصنيع الاسلحة الكيماوية. من جهة اخرى نفى مندوب العراق لدى الاممالمتحدة السيد نزار حمدون تورط بغداد في عملية تطوير الاسلحة الكيماوية في السودان وقال ان بلاده ترحب بتحقيق مستقل حول مصنع الشفاء في الخرطوم