نيويورك، بغداد - أ ف ب، رويترز - أعلنت رئاسة مجلس الأمن ان الاعضاء الپ15 في المجلس وافقوا على مناقشة الشكوى السودانية ضد الضربة الاميركية على مصنع "دار الشفاء" لانتاج الادوية في الخرطوم. وأكد وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان "الشعب السوداني سيواصل استنكاره للضربة لكن ذلك لن يتحول الى اعمال انتقامية". وقال الديبلوماسي السلوفيني صمويل زبوغار الذي ترأس بلاده مجلس الأمن ليل الجمعة "يوجد تفاهم بين دول المجلس الپ14 الاخرى على ان يوم الاثنين يكون الافضل" من اجل مناقشة هذه المسألة. وكان سفير السودان لدى الأممالمتحدة الفاتح عروة صرح لوكالة "فرانس برس" بأن الحكومة السودانية دعت مجلس الأمن الى ارسال لجنة تحقيق الى السودان لتثبت ان مصنع "دار الشفاء" لا ينتج اسلحة كيماوية كما تقول واشنطن. وأوضح السفير انه قدم الشكوى السودانية الجمعة الى رئيس المجلس سفير سلوفانيا دانيلو تورك. وقال ديبلوماسي عربي ان المجموعة العربية في الأممالمتحدة اعربت عن دعمها للسودان الذي يطالب بتشكيل لجنة تحقيق بعد الهجوم الاميركي على مصنع الادوية في الخرطوم. ووجهت المجموعة العربية التي اجتمعت الجمعة، رسالة الى رئيس مجلس الأمن تعرب فيها عن دعمها طلب السودان تشكيل لجنة تحقيق. وحذر وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الولاياتالمتحدة من ان ضربة جديدة ضد السودان لن تمر من دون عقاب. وقال الوزير للصحافيين في بغداد في تعليق على الغارة الاميركية على مصنع "دار الشفاء" للادوية "على الولاياتالمتحدة ان تتأكد تماما انها اذا كررت القيام بمثل هذا العمل، فانها لن تفلت من يد العدالة سواء كان من الشعب السوداني او الشعوب العربية والافريقية والاسرة الدولية". وأضاف: "الواقع ان ما قامت به الادارة الاميركية خرق للقانون الدولي وخرق لكل الاعراف. وهذا العمل يجب ان لا يمر من دون عقاب، لأن هذه ستكون بادرة سيئة في العلاقات الدولية". ورداً على سؤال عما اذا كان الشعب السوداني سيقوم بأعمال انتقامية للتعبير عن غضبه، اجاب الوزير السوداني "بالتأكيد سيمارس الشعب السوداني التعبير عن استنكاره. لكن اؤكد لكم ان هذه الاعمال لن تتحول اعمالاً انتقامية او اعمالاً غير انسانية كما تفعل الادارة الاميركية". وأضاف: "نحن على الاطلاق لا نحاسب بريئاً على ما قام به الآخرون". ولم يستبعد وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين في واشنطن امكان توجيه ضربات اميركية جديدة الى مواقع يشتبه في انها تؤوي "نشاطات ارهابية". وكرر الوزير السوداني ان بلاده تنوي مطالبة مجلس الامن بارسال لجنة لتقصي الحقائق لتحديد نوع عمل المصنع الذي اشارت الولاياتالمتحدة الى انه يستعمل لتصنيع عناصر مكونات لغاز الاعصاب السام "في إكس". وأكد اسماعيل "ان هذا المصنع لا علاقة له على الاطلاق بأي اسلحة كيماوية، وانه اصلا لا توجد اسلحة كيماوية في السودان. والسودان مفتوح لأي بعثة تقصي حقائق تريد ان تعرف بامكانها ان تأتي". واضاف مشيراً الى قضية مونيكا لوينسكي: "هذا يؤكد ان الضربة لها علاقة بالفضائح الجنسية للرئيس الاميركي". وأكد الوزير ان المصنع المستهدف يملكه مستثمرون سودانيون وأردنيون و"لا علاقة له باسامة بن لادن". وأشار اسماعيل الى ان زيارته الى العراق "تهدف الى التشاور في شأن قضايا العلاقات الثنائية وتطويرها بين البلدين وكذلك قضايا المنطقة العربية". ودعا وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف من جهته الدول العربية والاسلامية الى "البدء بمشاورات عميقة للتوصل الى وسيلة يمكن ان تضع حداً للأعمال الاجرامية" التي نسبها الى الولاياتالمتحدة. وأضاف: "السلوك الرسمي للولايات المتحدة هو تصرف ارهابي، فالولاياتالمتحدة هي الدولة الحقيقية التي ترعى الارهاب". يذكر ان الاممالمتحدة أكدت ان مصنع "دار الشفاء" للأدوية في الخرطوم، وقع عقدا مع العراق صادقت عليه الاممالمتحدة لتزويد العراق بأدوية بيطرية.