غزة - أ ف ب - أكد نبيل أبو ردينة المستشار الاعلامي للرئيس ياسر عرفات امس ان الاقتراحات الاسرائيلية التي قدمت حتى الآن لا تزال "غير منسجمة" مع المبادرة الاميركية الخاصة بإعادة الانتشار في الضفة الغربية. وشدد على ضرورة "عودة الادارة الاميركية للعب دور فاعل" في المفاوضات. وقال لوكالة "فرانس برس": "ما عرضه حتى الآن الجانب الاسرائيلي لا يرضينا، ولدينا ملاحظات والاقتراحات الاسرائيلية لا تنسجم مع المبادرة الاميركية". وزاد انها "تجعل القبول الذي أعلنه الجانب الاسرائيلي بالمبادرة مجرد قبول نظري، في حين تعني عملياً رفضها". وكان الرئيس الفلسطيني عقد في اوسلو حيث شارك في احتفال بالذكرى الخامسة لتوقيع اتفاقات الحكم الذاتي، اجتماعات مع رئيس الكتلة البرلمانية للتكتل الحاكم في اسرائيل مئير شطريت والمنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس، تناولت الخلافات التي تعيق التوصل الى اتفاق في شأن انسحاب اسرائيلي من الضفة. وعقد شطريت لقاءات مكثفة مع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع أبو العلاء الذي تولى المفاوضات السرية التي أفضت الى اتفاقات اوسلو. وقدمت الادارة الاميركية مبادرة تنص على انسحاب اسرائيلي من 13 في المئة من الضفة الغربية قبلتها السلطة الفلسطينية، في حين اقترحت الحكومة الاسرائيلية انسحاباً من 10 في المئة وتحويل نسبة الپ3 في المئة الباقية "محمية طبيعية" تمتلك فيها السيطرة الأمنية الكاملة. ورفض الفلسطينيون الطروحات الاسرائيلية في حين أفادت أنباء صحافية اسرائيلية ان الاسرائيليين قدموا خلال لقاءات سرية عقدت بين الجانبين اقتراحات جديدة في شأن "المحمية الطبيعية". وأوضح أبو ردينة ان "الوصول الى اتفاق على وصف مساحة الپ3 في المئة يتيح ردم الهوة، والاقتراحات الاسرائيلية المقدمة حتى الآن تبقيها تحت السيطرة الاسرائيلية الفعلية". وعما ذكره عدد من المسؤولين الاسرائيليين أخيراً عن قرب التوصل الى اتفاق، وان الخلافات باتت محدودة، قال أبو ردينة ان "التوصل الى اتفاق يتوقف على اتخاذ الحكومة الاسرائيلية قراراً جدياً بقبول المبادرة الاميركية وتعهد تنفيذها وعدم السعي الى الالتفاف عليها أو تعديلها باقتراحات لا تتفق معها". وزاد ان "المحك هو اتخاذ مثل هذا القرار اذ ان تجربتنا مع هذه الحكومة تظهر انها تهدف من طرح الافكار الى التمويه والمناورة وإطالة أمد المحادثات من دون ان تلتزم تحقيق أي شيء عملي". ورأى ان "الوضع الذي وصلت اليه الاتصالات الفلسطينية - الاسرائيلية بات يتطلب عودة اميركية نشطة لتفعيل هذه الاتصالات بهدف ايجاد مخرج من المأزق. الفجوة بيننا وبين الاسرائيليين لا تزال قائمة والاتصالات المتقطعة التي تمت لم تؤد الى ردم الهوة، لذلك المطلوب هو عودة الادارة الاميركية لممارسة دور فاعل". وأشار أبو ردينة الى ان "الجانب الفلسطيني ابلغ الاميركيين والاسرائيليين انه يريد بت القضايا المطروحة في شكل واضح خلال الأسابيع القليلة المقبلة، سلباً أو إيجاباً. وذكر ان عرفات "سيشارك في قمة عدم الانحياز بداية ايلول سبتمبر كما سيلقي كلمة أمام الاممالمتحدة في الثامن والعشرين من الشهر نفسه"، مشيراً الى ان عرفات "سيحدد في خطابيه الموقف الفلسطيني من كل المسائل المطروحة".