أكدت الحكومة السودانية انها ستوجه "رسائل قوية" الى دول ساندت الولاياتالمتحدة في ضرب السودان. واعلن وزير الاعلام السوداني الدكتور غازي صلاح الدين امس ان الحكومة "ستبدأ جهوداً ديبلوماسية وتحرك لحشد التأييد للموقف السوداني من الغارة الاميركية على "مصنع الشفاء للادوية". ودعا الرئيس السوداني عمر البشير أ ف ب السودانيين الى الصلاة والصوم اليوم الخميس لمناسبة مرور اسبوع على الضربات الاميركية وتدمير مصنع الادوية. وقال البشير في رسالة مسجلة الى التلفزيون الرسمي وكان يرتدي الزي العسكري انه يدعو السودانيين "في أي مكان من العالم الى الصوم والابتهال الى العلي القدير يوم الخميس كي ينقلب شر اعداء الاسلام عليهم … ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم كان يلجأ عادة الى الصلاة والصوم في وقت الشدائد". وقال صلاح الدين ان الولاياتالمتحدة "تبذل حالياً جهوداً ديبلوماسية بالضغوط والاغراء لتحويل مواقف الدول التي وقفت الى جانب السودان". واعرب المسؤول السوداني في مؤتمر صحافي امس عن امتنانه لموقف الدول العربية والاسلامية والافريقية التي ساندت بلاده، لكنه ابدى تبرمه "من بعض الدول الاسلامية التي تنكرت لعضويتها في منظمة المؤتمر الاسلامي وساندت الولاياتالمتحدة". وكشف ان "رسائل قوية" ستوجه الى هذه الدول التي "ساندت الولاياتالمتحدة من دون تحفظ في اعتدائها على الخرطوم، تشمل اجراءات ديبلوماسية واقتصادية ضدها كتعبير عن الاستياء السوداني". وأشار الى "مساندة متسرعة ومخجلة لواشنطن من جانب تلك الدول التي بدأت في التنصل من مواقفها". وفي شأن حديث الرئيس حسني مبارك عن الحكومة السودانية، قال صلاح الدين ان ذلك "لا يعد هجوماً على السودان … والموقف الرسمي لمصر اعلن في اروقة الجامعة العربية والامم المتحدة وهو موقف لا يزال مؤيداً للسودان". وعلّق صلاح الدين على تصريحات اميركية اكدت ان الولاياتالمتحدة تملك أدلة مادية على انتاج مصنع الشفاء اسلحة كيماوية مشككاً في امتلاك واشنطن اي ادلة مادية وقال "ان حفنة التراب التي قيل انها تحتوي على مواد تساهم في انتاج الغازات السامة لا ترقى الى مستوى محترم في مجال القانون باعتبار ان صناعة السموم الكيماوية تحتاج الى منشآت وترتيبات وتدريب خاص". واعتبر ان رفض الولاياتالمتحدة تشكيل لجنة التحقيق "دليل على عدم امتلاكها اي ادلة مادية". وفي شأن ما تردد عن موقف اميركي جديد يشير الى موافقة واشنطن على تشكيل لجنة التحقيق قال صلاح الدين ان "الافادات الاميركية في هذا الشأن جاءت مبهمة وغير قاطعة"، مؤكداً ان طلب السودان "حصر في البحث عن الحقيقة في شأن المصنع ولا مجال للجان تفتيش أي أماكن اخرى". وتعرض الوزير السوداني لانفجار مدينة كيب تاون في جنوب افريقيا ليل الثلثاء مؤكداً ان حكومته "تستنكر الحادث اذ ثبت انه نُفّذ على أيدي اسلاميين متعاطفين"، لكنه اشار الى "خبرة الاستخبارات الاميركية في اعداد مثل هذه التفجيرات واستخدامها سياسياً". من جهة اخرى رحّبت الخرطوم بالموقف الاثيوبي من الغارة الاميركية. وطالب السفير السوداني لدى اثيوبيا مندوب السودان لدى منظمة الوحدة الافريقية السيد عثمان السيد المنظمة الافريقية باتخاذ "موقف اكثر حزماً وصرامة تجاه العدوان الاميركي الغاشم ضد السودان". وقال السيد خلال اجتماع عقده الامين العام للمنظمة سالم احمد سالم مع السفراء والمندوبين لدى المنظمة، ان البيان الذي اصدرته المنظمة في شأن الغارة "ضعيف ولا يرقى الى مستوى الهجوم الذي تسبّب في تدمير مصنع الشفاء للأدوية". واضاف ان "اي تردد او تهاون في ادانة العدوان الاميركي من شأنه ان يصيب المنظمة الافريقية بشلل".