أخيراً شكلت حكومة "التكنوقراطيين الشبان" ووعد الرئيس بوريس يلتسن بمنحها "حقوقاً اكثر ومسؤولية اكبر" وجعلها مستقلة في قراراتها عن الديوان الرئاسي، فيما يجمع المراقبون على ان رئيس الوزراء سيرغي كيريينكو سيكون مضطراً الى الاحتماء بپ"الظل العالي". وعقد يلتسن وكيريينكو امس الثلثاء لقاء وقع اثره رئيس الدولة مرسوماً عن "العلاقات بين الديوان الرئاسي والحكومة" وذكر ان قرارات الوزارة كانت سابقاً لا تصدر الا بعد موافقة رئيس الدولة وديوانه ما خلق انطباعاً "بأننا لا نثق بپرئيس الحكومة السابق فيكتور تشيرنوميردين". وأشار غالبية المراقبين الى ان "غياب الثقة" كان سبباً اساسياً في اقالة الوزارة، خصوصاً بعد ان بدأ تشيرنوميردين يلعب دوراً متميزاً ويؤكد استقلاليته عن الديوان الرئاسي. اعتبر يلتسن امس ان "الطريقة السابقة في التعامل كانت سيئة"، ولذا فان الحكومة الجديدة ستتولى اصدار القرارات من دون الرجوع الى الكرملين. ولكن الرئيس وضع تحفظاً عن هذا السيناريو عندما قال "سنفحص ونراقب قضايا معينة" في عمل الحكومة التي تقرر خفض الجهاز الذي يديرها الى النصف وتقليص عدد الحقائب الوزارية فيها. وتبين القراءة الاولية للتشكيلة الوزارية ان متوسط العمر فيها سيكون في حدود 40 عاماً، واحتفظ بالحقائب الوزراء الذين كانوا بعيدين عن الصراعات السياسية الداخلية كوزيري الدفاع ايغور سيرغييف والخارجية يفغيني بريماكوف. ويلفت الانتباه ان التعيينات الجديدة شملت شخصيات لها صلة وثيقة بالنائب الاول لرئيس الوزراء السابق اناتولي تشوبايس الذي يعد من قادة الجناح الراديكالي اليميني. فقد قلصت مناصب نائب رئيس الحكومة من تسعة الى ثلاثة واسند اثنان منها الى بوريس نيمتسوف زميل تشوبايس في الوزارة السابقة وفيكتور خريستينكو نائب وزير المال السابق في عهد تشوبايس.