في اول لقاء بعد توقف السجال في شأن فتح الدورة الاستثنائية ومشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب للموظفين في القطاع العام، وما نسب من كلام على هذا الصعيد الى نائب رئيس الجمهورية السورية عبدالحليم خدام، يتوجه اليوم رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى بلودان في ضواحي دمشق للاجتماع بالاخير في حضور قائد القوات السورية العاملة في لبنان العماد ابراهيم صافي ورئيس جهاز الأمن والاستطلاع اللواء الركن غازي كنعان. وعلمت "الحياة" من مصادر ثقة ان لقاء المصارحة، الذي تتخلله مأدبة غداء، لن يعقبه اي اجتماع بين رئيسي المجلس النيابي والحكومة رفيق الحريري برعاية سورية. وعزت المصادر الى ان دمشق لا ترى من داع لرعاية مثل هذا اللقاء بين الرئيسين بري والحريري باعتبار ان لا مبرر للخلاف الناشب بينهما. وأكدت ان الحريري حريص على التعاون مع بري على قاعدة الفصل بين السلطات وانه يحرص في الوقت الحاضر على اقامة علاقات طيبة مع جميع الوزراء بمن فيهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وزير شؤون المهجرين وليد جنبلاط. فالتعاطي اليومي بين الحريري والوزراء أمر ضروري وطبيعي لتأمين سير العمل في المؤسسات التابعة للسلطة التنفيذية، وبالاخص بينه وبين جنبلاط على رغم الخلاف الذي حصل اخيراً والذي في طريقه الى الانفراج، اذ ان جنبلاط سيبقى وزيراً نظراً لما يتمتع به من تمثيل شعبي. وكان الحريري زار صباحاً رئيس الجمهورية الياس الهراوي وأطلعه على نتائج محادثاته في دمشق وبحث معه في جدول اعمال مجلس الوزراء الذي انعقد في المساء لاول مرة في السرايا الحكومي بعد اعادة تأهيله. وعلمت "الحياة" ان البحث بين الهراوي والحريري تركّز على مسألة توزيع قنوات البث التلفزيوني. وكان بري التقى في ساحة النجمة امس، وفداً من جزين ومنطقتها، طالبه الاهتمام بتصريف الانتاج الزراعي في المنطقة، فشدد بري "ان معاناة جزين هي جزء اساسي من معاناة الوطن، ولا يتعافى طالما جزءاً منه يتألم". وليلاً أجرى الزميل مارسيل غانم من ضمن برنامجه "كلام مسؤول" الذي يبثه تلفزيون "المؤسسة اللبنانية للارسال" أل.بي.سي. حواراً مع الحريري بمشاركة الزميلين رفيق خوري وعبدالكريم الخليل، دار حول استقراء مستقبل الوضع في لبنان من جوانبه. واستبق النائب محمد عبدالحميد بيضون الندوة التلفزيونية بالاعراب عن أمله في ان يصارح الحريري اللبنانيين بالوقائع والارقام قائلاً: "اننا نتطلع الى رئيس حكومة يجيد قراءة فعل الندامة ويجيد اكثر الاعتذار من الشعب احتراماً له، مشيراً الى اعتذار الرئيس الاميركي بيل كلينتون من شعبه اخيراً. الى ذلك، أملت كتلة الانماء والتغيير النيابية الشمالية ان يشكل الاستحقاق الرئاسي محطة تعمّق تضامن اللبنانيين وتعزّز مسيرة السلم الاهلي وتفتح آفاق التجديد في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأكدت الكتلة انها "ستتابع تطورات هذا الاستحقاق وستبقى في اطار التشاور مع المرجعيات الروحية والزمنية والكتل النيابية المختلفة، وسيكون لها موقف موحّد من الاستحقاق ترشحاً وانتخاباً يعلن لاحقاً". وأهابت بالمسؤولين "عدم الانسياق وراء كل ما من شأنه ان يؤزّم الاوضاع الاقتصادية نتيجة التجاذبات السياسية".