سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لبنان : بري والحريري يهنئان بذكرى تشرين وتنديد بالتهديد التركي ونفي لوجود "الكردستاني". الهراوي يلتقي الأسد "للوقوف الى جانبه": كلنا مع سورية وانتخابات الرئاسة ثانوية
انعقدت في دمشق امس قمة لبنانية - سورية بحث خلالها الرئيسان الياس الهراوي وحافظ الاسد في التهديدات التركية لسورية والوضع الاقليمي وفي الخيار السوري في شأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني. انتقل الهراوي من قصر بعبدا نحو العاشرة والنصف قبل ظهر امس الى دمشق، وكان في استقباله على الحدود اللبنانية - السورية رئيس جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان. وقال الرئيس اللبناني ان "زيارتي لسورية هي بناء على طلبي لأقف الى جانب اخي سيادة الرئيس حافظ الاسد في هذا الظرف الراهن وخصوصاً بعدما سمعت ما سمعته من تركيا والمسؤولين المدنيين والعسكريين فيها اضافة الى ما سمعته ايضاً من الاسرائيليين. فبالنسبة الى الاخوة التي بيني وبين الرئيس الاسد وبين الشعبين اللبناني والسوري، بعد هذا الجهد الذي بذلته خلال تسع سنوات، والحمد لله ان التجاوب هو بمقدار اكثر من 99 في المئة، لا بد من ان آتي لأتبين ماذا يحدث وما هو واجب لبنان في هذا الظرف اكثر من التصريحات وهذه هي مناسبة الزيارة لا اكثر ولا اقل". وعن زيارة الرئيس المصري حسني مبارك لدمشق واجتماعه مع الرئيس الاسد وزيارته لتركيا، قال الهراوي "لم تتم زيارته لتركيا اليوم امس يجب ان ننتظر، لأني لا استبق الامور وأبرّج وبعدها سنرى ماذا سيقول. هناك ايضاً الدولة اليونانية التي تقف بكل حذر وتنتظر". وعن موقف الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلسي، قال "لم نسمع شيئاً حتى هذه الساعة وأظن انهما حين سيتطرقان الى الموضوع سيدعوان الى التهدئة لا اكثر". وتمنى ان "يكون الموقف العربي جامعاً جامداً مع الشقيقة سورية". وأضاف "نحن في لبنان جميعنا مع سورية، وأظن ان الشعب العربي بأكمله يجب ان يكون معها بالامس شاهدتم في ساحة الشهداء "الحلم العربي" الذي ترجم في كثرة الذين اتوا ليس ليستمعوا الى الطرب او الغناء انما ليعبروا عن عاطفة حيال الحلم العربي الذي نحلم به منذ زمن". وسئل: ماذا عن الاستحقاق الرئاسي اللبناني؟ اجاب "هذا الامر ثانوي بالنسبة اليّ وزيارتي لدمشق ليست للشأن الداخلي انما للشأن الخارجي". وكان الهراوي تلقى نحو العاشرة والنصف ليل اول من امس اتصالاً من الرئيس الاسد، حدد فيه موعد القمة، اي بعد ساعة ونصف من انتهاء الاجتماع الذي ضمه ورئيس المجلس النيابي نبيه بري في حضور نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر. وقبل ان يتوجه الى دمشق اتصل ببري وبرئيس الحكومة رفيق الحريري واعلمهما بمغادرته الى دمشق. بري والحريري الى ذلك، لم تحجب التطورات الاقليمية الاهتمام بالانتخابات الرئاسية، لا بل ربط البعض بين الامرين. وأبرق الرئيس بري الى الرئيس الأسد مهنئاً بذكرى اليوبيل الفضي لحرب تشرين ومؤكداً "الحرص على ترسيخ وحدة المصير المشترك للبنان وسورية في مواجهة كل التهديدات الخارجية ومواجهة سياسة اسرائيل الاستيطانية". ووجّه برقيات مماثلة الى نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام ورئيس مجلس الشعب عبدالقادر قدورة ووزير الدفاع العماد الأول مصطفى طلاس والدكتور بشار الأسد، وإلى الرئيس مبارك ورئيس مجلس الشعب المصري احمد فتحي سرور. واتصل هاتفياً بقدورة للتشاور في عقد جلسة طارئة للاتحاد البرلماني العربي واتخاذ الموقف المناسب من التهديدات التركية لسورية. وأبرق الرئىس الحريري الى الرئيسين مبارك والاسد ونظيريه السوري والمصري محمود الزعبي وكمال الجنزوري، للمناسبة نفسها، مشيداً بما أنجزه الجيشان السوري والمصري في انتصارهما على اسرائيل. والتقى في السرايا الحكومية نائبه وزير الداخلية ميشال المر الذي اوضح "ان من غير الجائز التحدث في موضوع الاستحقاق قبل عودة الرئىس الهراوي من دمشق"، لافتاً الى ان "لا علاقة للتطورات على الحدود التركية - السورية بالاستحقاق"، ومتوقعاً ان تعقد جلسة انتخاب الرئىس الجديد قبل 20 تشرين الاول اوكتوبر الجاري. ورأى الوزير بشارة مرهج، بعد لقاء الحريري، ان زيارة الهراوي لدمشق "طبيعية في هذه الظروف"، متوقعاً "تحركاً عربياً واسعاً لدعم سورية في وجه المخططات المعادية". وعرض الحريري التطورات مع 11 نائباً، فأكد النائب انطوان حداد "ان الاستحقاق الرئاسي اصبح محسوماً". وأشار النائب احمد فتفت الى "ان اجواء التوتر على الحدود التركية - السورية لن تلغي شيئاً من معطيات الرئاسة في لبنان". وأشار النائب قبلان عيسى الخوري الى "ان الاستحقاق يصبح شيئاً عادياً في هذه الظروف الدقيقة"، مشدداً على "وحدة الموقف اللبناني لدعم سورية في هذه المرحلة". وتمنى رئيس الجمهورية السابق شارل حلو، بعد زيارته البطريرك الماروني نصرالله صفير "ان يصل الى سدة الرئاسة الشخص التي ترضى عنه الطائفة المارونية والوطن". ولفت الى ان "لا رأي له في هذا الموضوع لانه ليس نائباً وليس في موقع المقرر". وأيّد "كل كلمة يقولها البطريرك صفير". وعن ترشيح العماد اميل لحود، اجاب "لا اقول شيئاً وأترك الموضوع لمار مارون ولربنا، فهناك الجنرال لحود وغيره من المرشحين". ودان رئىس الحكومة السابق النائب عمر كرامي التصعيد التركي المفتعل ولم يغفل فيه دور اسرائيل "الذي يتبلور في الحلف العسكري بينها وبين تركيا". وأكد "اهمية التضامن العربي ومساندة سورية في مواجهة سياسة المحاور والأحلاف والمؤامرات التي تقف اسرائيل وراءها". وقال رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام محمد مهدي شمس الدين "ان مشروع العدوان التركي الجديد على سورية يشكل عدواناً على الأمة العربية التي تقف الى جانب سورية. وأن لبنان يقف في قوة وحزم الى جانب سورية ويعتبر ان هذا العدوان صهيوني، وهدفه تطويق سورية ووجهاً آخر للتطورات الاخيرة في افغانستان لاستدراج الجمهورية الاسلامية الايرانية وسورية والعرب والمسلمين الى حروب تخدم مصالح اسرائيل". وهنأ شمس الدين الرئيسين مبارك والأسد والجيشين والشعبين في مصر وسورية بذكرى حرب تشرين. والتقى السفير المصري في لبنان عادل الخضري الذي تحدث عن الوساطة المصرية لنزع فتيل التوتر بين تركيا وسورية. وأعلن وزير الخارجية فارس بويز امس في مؤتمر صحافي "ان التهديدات التركية الاخيرة لسورية ولبنان مقلقة وتصب في خانة التحالف التركي - الاسرائيلي الذي يسعى الى أهداف لا تمت بصلة الى الموضوع الكردي، بل الى تطويق لبنان وسورية اللذين لم ينصاعا بعد". ونفى احتمال وجود اي نشاط لحزب العمال الكردستاني في لبنان وسورية، مؤكداً "ان السلطات التركية تعلم ان اجراءات لبنانية - سورية اتخذت منذ اكثر من سنة ونصف السنة لوقف نشاط اي محازب او منتمٍ الى هذا الحزب". وشدد على "ان التصعيد التركي في غير مكانه ويأتي من دون مبرر على الاطلاق، لا من نوع وجود نشطين أتراك في لبنان او سورية او من نوع تشكيل اي خطر على المصالح التركية". وذكّر تركيا "بأن العلاقات الطبيعية بينها وبين الدول العربية لا يمكن ان تقلب صفحتها بقرارات كهذه". وقال وزير المغتربين طلال ارسلان ان التهديدات التركية لسورية "لا يمكن فصلها عن الاحلاف العسكرية المشبوهة التي اقامتها تركيا مع العدو الاسرائيلي بمباركة دولية، لمضاعفة الطوق على سورية ولبنان معاً من الجهتين الشمالية والجنوبية". وأشار الى "ان هذه التهديدات لن تأتي لتركيا بفائدة، ولن تسهم في حل ازمتها الداخلية". ورأى النائب سامي الخطيب "ان الاستحقاق الرئاسي لن يتأثر بالتهديدات التركية". ونفى "وجود مخيمات تدريب في البقاع كما تدّعي تركيا لتبرير ضربة عسكرية على المنطقة". ورأى النائب محمود عواد "ان ورقة التمديد لرئىس الجمهورية استهلكت. وأن الناس باتوا عاجزين عن الاستمرار في ظل هذا الوضع المعيشي"، لافتاً الى "ان هناك متضررين من التقارب بين الرئيس الحريري والعماد لحود ويحاولون دق إسفين بينهما، ولكن من دون جدوى". واعتبر النائب مصطفى سعد امس "ان الحكومة تستغل عنوان الاستحقاق الرئاسي لتتهرّب من مسؤوليتها الاقتصادية والاجتماعية تحت ذريعة تأجيل هذه الملفات الى العهد المقبل، في محاولة لوضع الأعباء والعراقيل امام الرئيس الجديد". ودانت "كتلة القرار الوطني" النيابية والنواب مروان فارس وخالد ضاهر الجماعة الإسلامية وحسين يتيم وأحمد سويد وفايز غصن و"حركة أمل"، التحالف التركي - الاسرائيلي، وأكدوا الوقوف الى جانب سورية. واعتبر الحزب الشيوعي اللبناني "ان كل الوضع العربي مستهدف من خلال استهداف سورية التي تشكل بموقفها وبصمودها العقبة الرئيسية امام المخطط التركي - الاسرائيلي. ويستدعي هذا الواقع قيام الدول العربية بواجبها الكامل في التصدي للتهديدات التركية وفي افشال اهدافها، لان العدوان على سورية هو عدوان على الدول العربية كافة".