تبذل بلغراد جهوداً حثيثة لامتصاص النقمة الدولية التي تواجهها، فيما يتوقع ان يقدم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان تقريره الى مجلس الأمن في شأن الوضع في اقليم كوسوفو اليوم الأحد. وأكدت الولاياتالمتحدة ان على بلغراد الخضوع للمطالب الدولية وقال وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين ان حلف شمال الاطلسي سيشن غارات جوية على اهداف صربية لحسم الصراع في كوسوفو، خلال اسبوعين، اذا لم يلتزم ميلوشيفيتش القرارات الدولية. من جهة أخرى طالب البان كوسوفو المجتمع الدولي بالاسراع بعمل عسكري جدي يرغم السلطات الصربية على انهاء العنف الذي تمارسه في الاقليم. ونفى الزعيم الألباني المعتدل ابراهيم روغوفا ان تكون القوات الصربية تخلت عن هجماتها على القرى في كوسوفو او انها انسحبت الى ثكناتها. وقال في تصريح صحافي امس في بريشتينا: "ان الدبابات الصربية غيرت مواضعها فقط لتواصل تدمير المزيد من منازل السكان الألبان وإرغامهم على النزوح عن ديارهم". ونشرت صحيفة "كوخاديتورا" الألبانية الصادرة في بريشتينا امس مقالاً افتتاحياً في عنوان "ايها الاطلسي كفى اقوالا" جاء فيه "ان امال الألبان اصبحت الآن معلقة على حلف شمال الاطلسي وحده لحمايتهم". وأكدت الصحيفة ان القوات العسكرية الصربية "مستمرة في اعمال القتل والنهب وإحراق البيوت وتدميرها". ونشرت الصحيفة اسماء وأعمار وعناوين 167 البانياً مدنياً "قتلتهم القوات الصربية في الأيام العشرة الاخيرة". وذكر بيان اصدرته لجنة حقوق الانسان في كوسوفو امس انه "عثر على 27 جثة لأشحاص البان مدنيين قتلتهم القوات الصربية في موقعين وسط اقليم كوسوفو وجنوبه وان احدى الجثث مقطوعة الراس". وأوضحت اللجنة انه كان عثر على 34 جثة في وقت سابق في ثلاثة مواقع اخرى في الغابات وبذلك يصبح عدد الألبان المدنيين الذين عثر عليهم حتى الآن قتلى نتيجة المجازر الصربية 63 شخصاً "كثيرون منهم من عائلة واحدة". ودعت اللجنة اعضاء المنظمات الانسانية الدولية لمساعدتها في البحث عن ضحايا آخرين للمجازر الصربية. وفي المقابل سعت بلغراد الى اظهار تنفيذها للمطالب الدولية منها وتطبيع الوضع في كوسوفو وبعثت امس رسالة الى رئيس وفد التفاوض الألباني فهمي اغاني اقترحت فيها استئناف الحوار في شأن كوسوفو بأسرع وقت. وجاء في الرسالة ان الحكومة الصربية "تؤكد التزامها الصادق بالمفاوضات وإيجاد تسوية سياسية لمشكلة الاقليم". وأصدرت حكومة بلغراد بياناً اكدت فيه انها اوقفت عملياتها العسكرية في كوسوفو وسحبت وحدات الشرطة والجيش التي اشتركت في العمليات الاخيرة الى ثكناتها. ونفى البيان ان تكون وحدات الشرطة الصربية مسؤولة بصورة مباشرة عن المجازر ضد المدنيين ودعت خبراء دوليين في الطب الشرعي "للتحقيق في جميع حوادث القتل التي طاولت المدنيين من الألبان والصرب". ودعت الحكومة اليوغوسلافية للمرة الثانية الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان لزيارة كوسوفو "والاطلاع على الوضع واجراء الاتصالات مع كافة الاطراف قبل تقديم التقرير الذي طلبه منه مجلس الأمن". وفي نيويورك ذكرت مصادر الأممالمتحدة امس ان الأمين العام كوفي انان يضع اللمسات الاخيرة على تقريره في شأن كوسوفو الذي قد يشكل اساساً لشن غارات جوية ضد يوغوسلافيا. وصرح الناطق باسم الأممالمتحدة فريد ايكهارد ان انان "تلقى معلومات من مصادر مختلفة من بينها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومراقبون دوليون وحلف شمال الاطلسي تشير الى استمرار القتال في كوسوفو". لكن ايكهارد قال: "ان تقرير انان لن يتضمن توصيات محددة في شأن ما ينبغي على مجلس الأمن اتخاذه من قرارات". وصعدت الولاياتالمتحدة من تهديداتها بأن يقوم حلف شمال الاطلسي بتوجيه ضربات جوية ضد اهداف صربية ما لم توقف حكومة بلغراد ممارساتها القمعية ضد البان كوسوفو. وقال وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين: "ان الحلف الاطلسي سيتخذ اجراءات عسكرية في غضون اسبوعين ما لم يلتزم الرئيس ميلوشيفيتش بالمطالب الدولية بصورة كاملة". وأعلن وزير الدفاع البريطاني جورج روبنسون ان بلاده سترسل 4 طائرات من طراز هارير الى جنوبايطاليا اضافة الى 4 طائرات كانت ارسلتها سابقاً "استعداداً لتوجيه ضربة محتملة الى أهداف صربية في كوسوفو". وواصلت روسيا تأكيد موقفها المعارض لأي عمل عسكري ضد يوغوسلافيا. وعبر رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف عن اقتناعه الكامل "بأن استخدام القوة لن يحل مشكلة كوسوفو"