اتهم زعماء المسيحيين الارثوذكس في الاردن وفلسطين امس البطريركية اليونانية في القدس بعقد صفقات مع الاسرائيليين لبيعهم او تأجيرهم اراضي في المدينة المقدسة، وطالبوا بتعريب قيادة الكنيسة الارثوذكسية، واصفين السيطرة اليونانية عليها بانها "موقتة"، فيما اعلنت بطريركية الروم الارثوذكس انها "بريئة من كل الاتهامات التي وجهت اليها". وقال رئيس المجلس المركزي للجمعية العربية الارثوذكسية في الاردن وفلسطين رؤوف ابو جابر في مؤتمر صحافي في عمان امس ان "البطريركية الارثوذكسية قيادة روحية للطائفة، وليست مكتباً عقارياً او تجارياً لإدارة الاملاك او الاستثمار". واتهم قيادة الكنيسة ب "التسلط والتنكر والاستهتار بجذورنا وانتمائنا وبمقومات الكنيسة الارثوذكسية المقدسة التي تشكل تراثا قومياً عربياً"، معتبراً التصرف بها "جريمة نكراء". ونوه ابو جابر في ختام اجتماع للهيئات الارثوذكسية في الاردن وفلسطين الى ان المجتمعين ليسوا "ضد رجال دين من جنسيات اخرى، ونكن لليونان حكومة وشعباً كل الاحترام، لكننا ضد فئة من الرهبان تتسلط على مقدرات الكنيسة"، مطالباً بتعريبها ومساهمة الحكومة اليونانية في حل الاشكالات مع القيادة الحالية، ومؤكداً ان البطريركيات في مناطق اخرى من العالم تخضع لإدارة ابناء تلك المناطق. وشدد المشاركون في الاجتماع على "عروبة القدس والمحافظة على وضعها مركزا للديانات السماوية الثلاث"، كما دعوا الى "محاربة كل المحاولات الجارية من اجل تهويدها"، مؤكدين ان "القدس كانت وستبقى عاصمة الدولة الفلسطينية". وقرروا اعتبار "عمليات البيع والتأجير الطويلة الأجل التي قامت بها البطريركية الارثوذكسية باطلة". ولوح المشاركون ب "تصعيد الاحتجاجات الجماهيرية ما لم تستجب البطريركية لمطالب العرب الارثوذكس في ادارة شؤون بطريركيتهم دينياً ومالياً". وكشف ابو جابر، وهو احد رجال الاعمال الاردنيين، ان نحو 70 دونماً من جبل ابو غنيم، الذي تطلق عليه اسرائيل اسم "هار حوما"، بيعت سراً العام الماضي ونقل ثمنها الى الخارج. ودعا الحكومة الاردنية والسلطة الفلسطينية الى "اتخاذ كل الاجراءات القانونية لمنع والغاء بيع او تأجير أراضي" الوقف الكنسي الى اسرائيل. من جهة اخرى، اصدرت بطريركية الروم الارثوذكس بياناً اعلنت فيه انها "بريئة من كل الاتهامات التي وجهت اليها اخيراً". ووصفت الحملة التي شنت عليها بأنها "شوهت الحقائق واساءت الى مكانة البطريركية التاريخية العريقة". وأكد البيان ان البطريركية "لم تقم في يوم من الايام ببيع اي شبر من اراضيها التي هي ملك خاص بها وهي المسؤولة عنها مباشرة". واوضح انها "تقوم باستثمار بعض الاراضي بواسطة تأجيرها لسنوات طويلة". ونوه البيان بأن ربع الاستثمار يكرس ل "حاجات الطائفة وتقوية النشاط التربوي".