تظاهر مئات الفلسطينيين من ابناء الطائفة الارثوذكسية المسيحية امس قرب باب الخليل في البلدة القديمة من القدسالمحتلة احتجاجاً على قيام البطريرك ثيودوروس الثاني ببيع ممتلكات الكنيسة لجهات رسمية في الدولة العبرية، وطالبوا بإقالته. وطالب المتظاهرون بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في ما يتعلق بالأوقاف والممتلكات والموازانات السابقة والحالية يتكون اعضاؤها من اللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي الارثوذكسي في فلسطين وممثلين عن البطريركية وباشتراك عدد من السفراء المعتمدين لدى السلطة الفلسطينية، فيما يتم الوقف الفوري لتسريب العقارات والصفقات المشبوهة. واتهم رئيس مجلس اللجنة التنفيذية للمؤتمر فؤاد فرح البطريرك اليوناني ب "الخيانة والتواطؤ مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي لتنفيذ مخطط تهويد القدس وتنفيذ مشروع القدس الكبرى". وقال فرح في بيان تلاه على المشاركين في التظاهرة التي أحاط بها العشرات من الجنود الاسرائيليين ان الرئاسة الروحية في بطريركية الروم الارثوذكس المقدسية تعقد صفقات بيع الاراضي خصوصاً في منطقة جبل ابو غنيم ودير مار الياس على طريق القدس - بيت لحم "لخدمة اهداف بلدية ايهودا اولمرت والسياسة الاسرائيلية التوسعية متواطئة بذلك لتنفيذ مشروع القدس الكبرى". ويتهم ابناء الطائفة واللجنة الارثوذكسية البطريرك اليوناني بتأجير 600 دونم من اراضي دير مار الياس القريبة من جبل ابو غنيم التي تقوم اسرائيل ببناء مستوطنة جديدة فوقه، الى بلدية القدس الاسرائيلية لمدة 99 سنة مقابل ملايين الدولارات. وتشير مصادر الطائفة الى ان البطريرك ثيودوروس نفّذ العديد من صفقات بيع الاراضي اخيراً في يافا والناصرة وكفر سميح وطبريا والخان الاحمر وبعض الممتلكات داخل البلدة القديمة. وأشار رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي للطائفة مروان الطوباسي ان البطريرك ثيودورس أجّر اخيراً ساحة ما يسمى "سوق الدير" في مدينة يافا الى بلدية تل ابيب لإقامة مشاريع عليها في مقابل خمسة ملايين ومئة الف دولار اميركي. وقال الطوباسي ل "الحياة": "اننا نحترم رجال الدين كرجال دين لكن حين يتحول رجل الدين الى سمسار ويصبح دمية متحركة في أيدي اعداء شعبنا فهو بلا شك لا يستحق هذا الاحترام ويضع نفسه في مكانة تقبل له المساءلة والتشكيك بأغراض وجوده". وطالب الطوباسي بتشديد الحصار على البطريركية وتقنين قنوات الاتصال معها وفضح سياساتها الهادفة الى طمس الهوية القومية العربية للارثوذكس في فلسطين والاردن. واوضح الطوباسي ان كنيسة الخضر في يافا والساحة القديمة او اراضي قصر المطران في الناصرة وقيسارية والمصلبة وغيرها الكثير من الاراضي التي باعها البطريرك، "هي أراض فلسطينية لم يأت احد من أفراد البطريركية بها من الخارج بل كانوا مؤتمنين عليها". وتدعو اللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي للطائفة التي تشكّلت قبل خمس سنوات الى اقالة البطريرك اليوناني وتعيين رجل دين "من ابناء جلدتنا العربية" كما جاء في البيان. وحاولت اللجنة المذكورة منذ تشكليها فتح قنوات حوار مع البطريرك اليوناني واجرت اتصالاتها مع الحكومة اليونانية بهذا الشأن، الا ان رئاسة البطريركية ترفض حتى الاستماع للجنة التي انتخبها ابناء الطائفة في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي مناطق ال 48. ولا يخفي البطريرك ثيودوروس علاقاته الوطيدة مع المسؤولين الاسرائيليين، اذ أقام حفلة كبيرة لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين في جبل الزيتون قبل اغتياله وسلّمه جائزة للسلام، مما أثار غضباً شديداً في اوساط الطائفة التي اعلنت مراراً اعتراضها على سلوكه.