وجّه نواب محافظون انتقادات لوزير الثقافة والارشاد الاسلامي في ايران الدكتور عطاء الله مهاجراني بسبب "الافراط" بالسماح بنشر مقالات وصور "لا تتناسب مع القيم الاسلامية"، وتساءلوا عن سبب عدم تشكيل محكمة المطبوعات حتى الآن، فيما حذر اتحاد الصحافيين الايرانيين السلطة القضائية من "التدخل" في شؤون الصحافة والاعلام و"الحد" من حرية الصحافة ونقل المعلومات و"تنوير" الرأي العام. وانتقد طريقة تعاطي رئيس القضاء آية الله محمد يزدي مع الصحافة في قضية توقيف زعيم "حركة الحرية" الايرانية المعارضة الدّتور ابراهيم يزدي، وحذره من اي اجراء يمكن ان يمس "حرية" الصحافة. وتعتبر "معركة" الانفتاح الثقافي وحرية الصحافة والتعبير احد التحديات "التي يدرك فريق الرئيس سيد محمد خاتمي انه سيواجهها، خصوصاً ان برنامج حكومة خاتمي تضمن تعهداً بتعزيز الحريات العامة ووضع حد لنهج سياسي ثقافي كُرس في السنوات الأخيرة وواجه معارضة شديدة من النخبة. ولم يخف مهاجراني رفضه اي سياسة "تكبل الحريات وتتسم باللاتسامح وقمع الابداع". وترجم هذا الانفتاح خلال الشهور الاخيرة بالسماح بصدور عشرات من الصحف والمطبوعات السياسية والثقافية والفنية المتخصصة، اضافة الى تسهيلات في مجال الانتاج السينمائي. لكن نواباً محافظين اعربوا عن استيائهم من ذلك، وذكر في طهران امس ان رئيس مجلس الشورى البرلمان علي أكبر ناطق نوري، اورد في جلسة برلمانية "ملاحظات" قدمها اربعة نواب، موجهة الى مهاجراني. وقال ان نائب منطقة جيرفت علي زادسر ونائب تفرش بهمن اخوان "طلبا من وزير الثقافة والارشاد عدم السماح بنشر مقالات وصور تتعارض مع مبادئ الثقافة والقيم الاسلامية". واشير الى مجلة "سينما" الذائعة الصيت في ايران وما تنشره من صور لممثلات اجنبيات "سافرات" كما طالب نائبا طهران المحافظان محسن يحيوي وحسن غفوري - فرد، مهاجراني بتقديم ايضاحات عن سبب عدم تشكيل محكمة المطبوعات بعد. وتتعارض هذه التوجهات مع الموقف الذي اعلنه اتحاد الصحافيين الايرانيين، والذي يعد سابقة، في شأن علاقة القضاء بالصحافة وحرية التعبير ونشر المعلومات، وتحذير محمد يزدي من اتخاذ "اي اجراء يهدف الى الحد من تدفق المعلومات ونشر الأخبار، ويسعى الى مراقبة نشاط الصحافة أو الاشراف عليه". ويأتي موقف الصحافيين بعد جدل بين وكالة الأنباء الايرانية الحكومية ويزدي، خرج الى العلن بعد توقيف ابراهيم يزدي اخيراً. اذ نقلت صحف طهران عن رئيس القضاء انتقاداً ساخراً من وكالة الانباء بسبب محاولتها التدقيق في خبر توقيف زعيم "حركة الحرية". وقال آية الله محمد يزدي ان الوكالة اتصلت به مشيرة الى ان وكالات وصحفاً اجنبية نشرت ان ابراهيم يزدي أوقف وانها الوكالة الايرانية تطالب بالتحقيق من الخبر ومعرفة ماذا ستفعل، واجاب يزدي المسؤولين في الوكالة: "لماذا تتدخلون في قضايا لا تعنيكم، وهل علينا ان نوضح لكم سبب توقيفه" ابراهيم يزدي.