أكدت مصادر انسانية ألبانية ان أكثر من 270 قرية تعرضت للقصف وشرد ما لا يقل عن 60 ألفاً من السكان الألبان خلال العمليات الأخيرة للقوات الصربية. جاء ذلك في وقت تواصلت الهجمات الصربية على معاقل جيش تحرير كوسوفو على رغم وعود الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش بإنهائها والسماح بعودة النازحين الى ديارهم. من جهة أخرى واجه تشكيل حكومة لاقليم كوسوفو مصاعب مضنية بسبب الخلافات بين الأطراف الألبانية في شأن توزيع المناصب والتعامل مع الضغوط الدولية حول المفاوضات مع حكومة بلغراد لإقرار تسوية سلمية لمستقبل الاقليم. وأفاد الزعيم الألباني ابراهيم روغوفا انه أجرى مشاورات مع جميع الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة ائتلافية "وعلى رغم المصاعب تم احراز بعض التقدم". واشار الى رفض الطرف الالباني استئناف المفاوضات مع الصرب "لأن الحوار مع حكومة بلغراد مستحيل في ظروف استمرار الهجمات الصربية". وحذر الناطق باسم هيئة مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في بريشتينا مايكل شينوهار من حدوث مأساة شاملة في وسط اقليم كوسوفو وغربه "نتيجة الهجمات الصربية التي أدت الى فرار جماعي للسكان الألبان". الى ذلك أفاد رئيس مجلس حماية حقوق الانسان والحريات لألبان كوسوفو سلكزن مالكي بأن هجمات القوات الصربية خلال الأيام الثمان الأخيرة "أسفرت عن قصف أكثر من 270 قرية وتشريد ما لا يقل عن 60 ألفاً من السكان الألبان". وقال في تصريح الى الإذاعة اليوغوسلافية "نحن على شفير كارثة انسانية لأن الهجوم الصربي لم يكن من أجل القضاء على جيش تحرير كوسوفو وانما إبعاد المواطنين الألبان عن مناطقهم بهدف تطبيق التطهير العرقي". وأشار الى وجود أدلة لديه بأن السكان الألبان في كوسوفو يشعرون ان جيش التحرير خذلهم "لأن هذا التنظيم تعمد إثارة نزاعات كبيرة من دون ان يكون قادراً على الصمود". وتواصل القتال العنيف أمس عند بلدة ليبليان الى الجنوب من بريشتينا بحوالى 50 كيلومتراً، وذكر المركز الاعلامي الألباني في كوسوفو ان ما لا يقل عن 8 من الألبان قتلوا في المنطقة واعتقلت الشرطة الصربية العديد من السكان بنيهم السياسيان المعروفان آدم صالحي وساهيت كراسنيجي. وأضاف المركز بأن القوات الصربية شددت هجومها المدعوم بالدبابات والمدفعية الثقيلة والطائرات الحربية الذي بدأ قبل خمسة أيام على قرية يونيك القريبة من الحدود مع البانيا "وان نحو ألف مقاتل يحاول منع اقتحامها من قبل الصرب والقيام بمجزرة فيها".