لندن، بلفاست - رويترز - كشفت صحيفة "ديلي تلغراف" أمس السبت ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يعتزم بدء حملة جديدة من اجل السلام في ايرلندا الشمالية وقد يطرح قريباً خططاً جذرية لانشاء مؤسسات لحكم ذاتي محدودة هذا الاسبوع. وأوضحت أن بلير ينوي تقديم هذه الاقتراحات الى المشاركين في المحادثات المتعددة الاطراف في شأن مستقبل ايرلندا الشمالية والتي تستأنف خارج بلفاست غداً الاثنين. وساعدت في دفع عملية السلام خطوة غير مسبوقة قامت بها وزيرة شؤون ايرلندا الشمالية مو مولام عندما زارت اول من امس سجن ميز في ايرلندا الشمالية وفاوضت سجناء بروتستانت حكم عليهم بارتكاب جرائم ارهابية واقنعتهم بإلغاء قرار اتخذوه الاسبوع الماضي بعدم المشاركة في المحادثات ما هدد بانهيار عملية السلام. ونقلت "ديلي تلغراف" عن مصادر سياسية لها ان بلير اتفق بالفعل على مقترحاته مع ديفيد تريمبل زعيم الحزب السياسي الرئيسي المؤيد لبريطانيا في ايرلندا الشمالية وهو "اتحاديي أولستر". واضافت ان هذه الاقتراحات ستعطي ايرلندا الشمالية، التي تحكم حالياً من لندن، مجلساً يتم انتخابه عن طريق التمثيل النسبي يماثل المجالس التي على وشك تطبيقها في اسكتلندا وويلز. وتابعت ان بلير اقترح "مجلس الجزر" البريطانية يضم ممثلي المجالس الثلاثة الى جانب ممثلي الحكومتين البريطانية والايرلندية ولكنها لم توضح السلطات التي سيتمتع بها هذا المجلس. وزادت الصحيفة ان مستشاري بلير ما زالوا يعملون من اجل كسب موافقة دبلن والاحزاب الكاثوليكية في ايرلندا الشمالية على هذه الفكرة. وكان غاري مكمايكل رئيس الحزب الديموقراطي الاولستري، وهو الجناح السياسي لرابطة الدفاع عن اولستر ومقاتلي حرية اولستر، من ان محادثات الاثنين المقبل يجب ان تحقق تقدما بسرعة. وقال ان "الرسالة هي ان يتم استغلال الفرصة المتاحة الآن، لأن الوقت ينفد هنا". وتعطلت جهود السلام بعد تفجر مفاجيء لاعمال العنف من جانب جماعات منشقة تعارض الهدنة وشكاوى بروتستانتية من ان بريطانيا ترضخ للاقلية الوطنية الكاثوليكية. ويلعب السجناء، البروتستانت والكاثوليك، المدانون دوراً اساسياً في القرارات التي تتخذها احزابهم السياسية في شأن وقف النار وعملية السلام. وكان السجناء البروتستانت اعلنوا بعد بضع ساعات من لقائهم الوزيرة البريطانية موافقتهم على عودة ممثليهم السياسيين الى المحادثات متعددة الاطراف. واعتبر المراقبون ان مولام قامت بمخاطرة سياسية عندما قررت اجراء محادثات مع السجناء. وأجمعت الصحف البريطانية أمس على الاشادة ب "شجاعة" مولام ورأت أن مخاطرتها أثمرت وانقذت عملية السلام من الانهيار، في الوقت الحاضر على الأقل.