تبدأ وزارة التموين الاردنية توزيع عبوات من المياه المعدنية المستوردة من السعودية على الجمعيات الاستهلاكية في العاصمة عمان بالأسعار نفسها للمنتج المحلي، مساهمة منها في حلّ مشكلة المياه في البلاد. واكدت مصادر في وزارة التموين ان واردات المياه المعدنية من السعودية التي وصلت البلاد اول من امس خضعت لفحوصات النوعية كإجراء روتيني، وانها ستوزع على المراكز التجارية الحكومية من الجمعيات الاستهلاكية لبيعها للمواطنين الذين تأثروا من ازمة المياه الملوّثة في عمان الغربية ولم يتمكنوا من الحصول على مياه معدنية محلية بسبب الطلب المتزايد عليها. وقالت ان فقدان المياه المعدنية الوطنية من الاسواق دعا وزارة التموين الى استيراد نحو مليون عبوة مياه معدنية من السعودية للتعويض عن النقص، مشيرة الى ان الحكومة لم تسمح للقطاع الخاص باستيراد هذه السلعة. واضافت المصادر ان عملية الاستيراد موقتة وتتم لتلبية النقص الحاصل في المياه المعدنية وان الحكومة ستتوقف عن استيرادها حالما تنتهي الازمة. ولاحظت "الحياة" ان التأكيد على الطابع الموقت للأزمة قصد به تطمين اصحاب مصانع شركات المياه المعدنية في الاردن والتي يبلغ مجموع استثماراتهم في هذا القطاع نحو 15 مليون دينار. وتوجد في الاردن خمس مصانع لانتاج المياه المعدنية تنتج خمسة اصناف هي "غدير" و"فرات" و"السبيل" و"حياة" و"الكوثر". وتنتج المصانع الاردنية الخمسة في الايام العادية نحو 150 ألف عبوة يومياً. وعلى رغم ان المصانع ضاعفت انتاجها لتلبية الطلب المتزايد عليها منذ بدء ازمة المياه الملوثة قبل نحو خمسة اسابيع، لكن الانتاج بقي اقل من امكانات الطاقة القصوى للمصانع وهي 500 ألف عبوة في اليوم. وتتمتع هذه الصناعة بحماية اغلاقية، اذ تمنع الحكومة استيراد المياه المعدنية دعماً للصناعة الوطنية، غير ان منظمة التجارة الدولية طلبت من الاردن رفع الحماية على هذه الصناعة، في الجولة الاخيرة من مفاوضات الاردن مع المنظمة الدولية والتي جرت في واشنطن الشهر الماضي. وقالت المصادر ان الوزارة حددت سعر العبوة الواحدة من المياه المعدنية السعودية بنحو 290 فلساً، اي بما يقل بعشرة فلوس عن سعر المياه المعدنية الاردنية المحددة ب 300 فلس. وبطرح العبوات بهذا السعر فان الحكومة تكون تحمّلت عبء الرسوم وضريبة المبيعات التي تفرض على السلع المستوردة. الى ذلك، قالت وكالة الانباء الاردنية الرسمية بترا ان محطة "زي" وهي المحطة التي تتم فيها تنقية المياه من بحيرة طبريا الملوثة، أُوقفت عن العمل لأنها "لا تزال تتعرض لأحمال عضوية كبيرة ممثلة بزيادة اعداد الطحالب في محطة "المآخذ" في قناة الملك عبدالله جراء الظروف السائدة". وكانت المحطة التي اتضح انها لا تصلح لتنقية المياه الراكدة أُوقفت عن العمل بعد تفاقم ازمة المياه الملوثة بأمر من وزير المياه والري المستقيل المهندس منذر حدادين، ما ادى الى استقالته، فأوقف الضخ منها ثم أعيد العمل فيها بنصف طاقتها قبل ان يوقف الضخ منها مجدداً.