برزت مؤشرات أزمة جديدة بين الخرطوموالقاهرة التي تستضيف اجتماعات قادة المعارضة السودانية. ووجّه قياديان جنوبيان سودانيان انتقادات حادة لمصر فيما اتهم رئيس مجلس جنوب السودان الدكتور رياك مشار مصر بأنها "لم تتخلَ عن اهدافها القديمة وتسعى الى اسقاط الحكومة السودانية عسكرياً من خلال دعم المعارضة وقوى التمرد". راجع ص 5 في غضون ذلك لمحت صحيفة "الجمهورية" السودانية المستقلة الى امكان تبني المؤتمر الوطني التنظيم الحاكم في السودان عقد اجتماع لقيادات الجماعات المسلحة المصرية رداً على استضافة القاهرة المعارضين السودانيين. وأفادت الصحيفة امس ان المؤتمر تلقى طلبات من شخصيات ورموز بارزة لم تسمِها، لعقد الاجتماع بدعوى وقف العنف والعمل لتحقيق الاستقرار في مصر. وهي طروحات مماثلة لشرح القاهرة دوافع استضافتها اجتماعات المعارضة السودانية. وقال مشار في تصريحات نقلتها صحيفة "الانباء" ان "الخرطوم كانت تنتظر دوراً مصرياً يتسم بالحياد وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين في اطار علاقات جيدة بين القاهرةوالخرطوم". واعتبر والي جونقلي في الجنوب العقيد الدكتور رياك غاي ان زيارة زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق لمصر "تهدف الى جلب الدعم المعنوي والمادي" وان "مصر سترتكب خطأ تاريخياً اذا تجاوبت مع تضليل قرنق لأن ادعاءه الحفاظ على وحدة السودان مجرد خداع للقاهرة. واستؤنفت امس اجتماعات هيئة قيادة التجمع الوطني الديموقراطي في مقر وزارة الزراعة المصرية وركزت على الدور المصري في معالجة المشكلة السودانية. وانتقد مسؤولون في حزبي "الاتحادي" و"الأمة" المعارضين إصدار قادة ثلاثة فصائل مشاركة في الاجتماعات "بيان القاهرة"، في وقت تستعد المعارضة لاصدار "اعلان القاهرة" اليوم. ولوحظ ان البيان الذي اصدره قادة "قوات التحالف" و"التحالف الفيديرالي" و"مؤتمر البجا" الذين لم يحضروا اللقاءات مع ابرز المسؤولين المصريين تعهد بترجمة مواثيق المعارضة الى "برنامج شامل يحدث تغييراً حقيقياً".