كيب تاون، روبن ايلاند جنوب افريقيا - أ ف ب، رويترز - اتهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اسرائيل امس بجر الشرق الاوسط الى "العنف والفوضى والحرب والدمار" وتجميد المفاوضات وعدم تطبيق الاتفاقات المعقودة. وفي اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يقوم بها الى جنوب افريقيا دعا عرفات في خطاب ألقاه أمام البرلمان الجنوب افريقي الاسرة الدولية الى "انقاذ عملية السلام". واكد الرئيس الفلسطيني في خطاب شديد اللهجة ألقاه بالعربية ان الدولة العبرية ردت على دعوات السلام "بالعداء والحقد والاحتلال والاستيطان". واضاف ان اسرائيل "جمدت المفاوضات ورفضت تطبيق الاتفاقات المعقودة"، و"اكثر من ذلك فلقد تحدت الشرعية الدولية وقراراتها وفتحت الباب للعنف والفوضى والحرب والدمار". ويقوم عرفات بزيارة دولة هى الاولى الى جنوب افريقيا تستغرق ثلاثة ايام. ولكن سبق له ان زار هذا البلد للمشاركة في احتفال اداء الرئيس الجنوب افريقي نلسون مانديلا اليمين الدستورية في العاشر من ايار مايو 1994 كأول رئيس اسود للبلاد بعد انتهاء نظام الفصل العنصري. وزار عرفات امس الزنزانة التي قضى فيها مانديلا 19 عاماً من 27 قضاها في السجون. وبدا علىه التأثر الشديد عندما شاهد الزنزانة التي تبلغ مساحتها اربعة امتار مربعة وسمع ملخصاً عن الاوضاع في السجن من احمد كاثرادا زميل مانديلا السابق في الزنزانة. وكتب عرفات في دفتر الزائرين الخاص بسجن روبن ايلاند باللغة العربية يقول: "لتحيا علاقة الصداقة بين المقاتلين الاحرار لفلسطين وجنوب افريقيا الذين يناضلون من اجل الحرية والعدل والسلام الشامل". ومضى يقول "ان العالم، وخصوصاً الشعوب المحبة للحرية، سيتذكر دوماً كفاح الرئيس نيلسون مانديلا وزملائه الابطال". واطلق مانديلا من السجن عام 1990 وانتخب رئيساً للبلاد بعد اربع سنوات. وعرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية مؤيدان قويان للمؤتمر الوطني الافريقي الذي كان يتزعمه مانديلا. وقال كاثرادا الذي كان زميلاً في السجن لمانديلا لمدة 18 عاماً: "كان كفاحنا الوحيد في انحاء العالم الذي حظي بتأييد جماعي لكن تأييد الرئيس عرفات كان تأييداً خاصاً". مشيراً ايضاً الى الرئيس الكوبي فيدل كاسترو والزعيم الليبي معمر القذافي. وكان سجن روبن ايلاند السجن الرئيسي المخصص للذكور السود المناهضين لسياسة التمييز العنصري خلال الفترة بين عامي 1961 و1991 عندما غادر آخر المحتجزين الجزيرة. واجتمع عرفات اول من امس الثلثاء مع مانديلا ونائب الرئيس ثابو مبيكي. ووقعت جنوب افريقيا والسلطة الفلسطينية اتفاقات في مجالى التعلىم والصحة. وقلّد مانديلا الرئيس الفلسطيني "قلادة الرجاء الصالح"، وهي أرفع وسام تكريم جنوب افريقي، ومنح عرفات مانديلا وسام "نجم القدس الشريف". وتوجه عرفات من كيب تاون الى جوهانسبرغ حيث يلقي كلمة عن عملية السلام في الشرق الاوسط، في اجتماع يستضيفه معهد جنوب افريقيا للشؤون الخارجية. ورداً على سؤال عما اذا كان مانديلا يستطيع المساعدة في عملية السلام، قال عرفات انه يستطيع ان يستغل علاقاته الوثيقة مع الرئيس بيل كلينتون تحقيقاً لنتائج طيبة. واضاف ان مانديلا يستطيع ان يطلب من كلينتون ان يكون اكثر تشدداً مع من يعارضون تسوية سلمية. ويغادر عرفاتجنوب افريقيا اليوم الخميس. ودفعت الاجراءات الامنية المشددة المحيطة بالرئيس الفلسطيني في زيارته الى جنوب افريقيا بالشرطة الى تفجير هدية عيد ميلاد ارسلت الى مكتب رئاسة جنوب افريقيا الملاصق للبرلمان قبل قليل من توجه الرئيس الفلسطيني اليه. وكانت في الرزمة آلة لصنع القهوة مرسلة الى كاترادا أحد مستشاري مانديلا لمناسبة عيد ميلاده، وقد ارسلها صديق اميركي حسبما اوضح مكتب نائب الرئيس الجنوب افريقي. وروى كاترادا لوكالة"فرانس برس" بعد عودته من زيارة لسجن روبن آيلند حيث رافق عرفات ومانديلا ان الشرطة منعته من دخول مكتبه. لكنه غافلها ودخل من باب خلفي، وعندها فقط اكتشف الة صنع القهوة المحطمة. وقال: "لقد مرر رجال الامن الرزمة تحت الاشعة السينية وكل ما رأوه كان الاشرطة الكهربائية". وكانت الهدية قد وصلت قبل اسبوع من عيد ميلاد كاترادا. ولقلة حظه قام البريد بتسليمها لحظة زيارة عرفات اي عندما كان عناصر الامن في حال تاهب قصوى. واثار الحادث ضحك الوزراء المجتمعين في جلسة الحكومة الاسبوعية. ونصح هؤلاء كاترادا برفع قضية على الدولة لتعويضه قيمة الهدية.