أكد العاهل الأردني الملك حسين أمس ان وضعه الصحي "تحسن كثيراً"، مستغرباً التكهنات الصحافية حول مسألة خلافته على العرش. وأشار في تصريحات صحافية الى انه متفائل بالشفاء الكامل من مرض سرطان الغدد الليمفاوية الذي يتعالج منه في الولاياتالمتحدة. واعتبر الملك حسين ان جهات لم يحددها تقف وراء التكهنات، مشيراً الى وجود "كثيرين هدفهم ورغبتهم الاستمرار في التهجم علينا بأي شكل من الأشكال ومحاولة إظهارنا بأننا أبعد عن الواقع والحقيقة". وقالت الملكة نور، زوجة العاهل الأردني في مقابلة تلفزيونية أذيعت أمس ان الملك حسين يشعر بتحسن وانهما فوجئا بالاطباء عندما سمحا له بقضاء أربعة أيام خارج المستشفى. وقالت ان الملك قاد طائرته الرسمية بنفسه أول من أمس من مركز مايو الطبي الى واشنطن حيث تناول والملكة نور طعام العشاء الى مائدة الرئيس الاميركي بيل كلينتون وزوجته هيلاري في البيت الأبيض. وأكدت الملك نور ان الملك عاد الى مينسوتا أمس وانه سيستأنف اليوم الاربعاء الجلسة الثانية من العلاج الكيماوي لنوع نادر من سرطان الجهاز الليمفاوي الذي قال الأطباء انه قابل للشفاء التام. ورداً على سؤال عن الروح المعنوية لزوجها، قالت: "إنه يعتبر هذا نضالاً آخر من النضالات الكثيرة التي خاضها في حياته، وهو مصمم على ان يتغلب عليه ويقهره". ورفضت الملكة نور تكهنات اعلامية في شأن الشخص الذي قد يختاره الملك ليكون خليفة له، قائلة انها "تكهنات تنزع الى الإثارة، وسابقة لأوانها". وأضافت ان الملك "قد يبقى معنا لعقود مقبلة". وقال الملك حسين في مقابلة هاتفية أجرتها إذاعة "مونت كارلو" ووكالة "فرانس برس" انه استغرب التكهنات إزاء مسألة الخلافة على العرش نظراً لوضعه الصحي المطمئن الى الشفاء الكامل. وقال: "حقيقة استغربت والله وأنا أتابع التساؤلات والآراء الخنفشارية كما يقال من قبل البعض، والآراء التي في غير محلها في الواقع". وأضاف ان "ليس هناك انسان مخلد، وحياتنا هي للناس ومن أجل مستقبلهم. ونحن لا نعمل بالنسبة الى يومنا هذا، وانما بالنسبة الى عشرات السنين من بعد. ثانياً: الوضع لا يدعو الى هذه التساؤلات، وفي الواقع كنت حريصاً على ان أطلع الناس جميعاً في هذا العالم على كل كبيرة وصغيرة بالنسبة الى الوضع الذي أنا فيه لأنني أؤمن بالشفافية وبأن الناس يجب ان يعرفوا أنهم يتعاملون مع بشر. واذا كان مبرر لوجودنا فهو اننا بشر وفي خدمتهم. فتساؤلات وغير تساؤلات، الحقيقة، في ما يتعلق بولاية العهد هي بيد أخي الذي اخترته على آخرين في سنوات خلت، والذي تحمل المسؤولية وأدى واجبه على أكمل وجه. وفي ما يتعلق بما يتلو ذلك ... في المستقبل هو حديث تحدثنا به في ما مضى وليس هناك أي مبرر لإثارة هذا الموضوع اطلاقاً. وكل ما أرجوه هو ان تستمر الأسرة الهاشمية في الخدمة والعطاء والبناء وان تكون عنصراً مهماً في جمع الناس مع بعضها البعض باتجاه الهدف الذي هو هدف آبائنا وأجدادنا والأجيال من بعدنا ان شاء الله. وكل الأمور التي قد يكون حولها تساؤل أو قلق إن شاء الله توجد لها الأجوبة المناسبة في وقتها. فالكلام كله في الحقيقة خارج عن الاطار المألوف اللهم ان هناك كثيرين هدفهم دائماً ورغبتهم ان يستمروا في الهجوم علينا بشكل من الأشكال". وكرر العاهل الأردني الذي كان يتحدث من السفارة الأردنية في واشنطن انتقاداته لما اعتبره تصرفات غير مسؤولة من جانب حكومة رئيس الوزراء الدكتور عبدالسلام المجالي. واشار الى وقوع "أكثر من حادثة" كقضية تلوث المياه "مما يدل على الإهمال وعدم تحمل المسؤولية"، مشيراً الى ان الوضع "بات ينذر بالخطر اذا استمر على ما هو عليه". وأضاف قائلاً: "ما ضايقني الى حد بعيد أيضاً هو التستر على العيوب. يجب ان نكشفها وتكون لدينا شفافية كاملة وبالتالي نستطيع تصحيح اخطائنا اذا كان هناك مسؤولون عن هذه الاخطاء، فلا بد ان ينالوا عقابهم حتى نتحاشى تكرارها". وكان وزير المياه والري قدم استقالته أول من أمس بناء على طلب من الملك. وعلى صعيد عملية السلام المعثرة، قال الملك حسين ان "الجواب لا يكمن في الجانب العربي، فالجواب بيد اسرائيل وحكومتها"، مشيراً الى ان السلام "لا يمكن ان يكون الا بين انداد ومؤسس على الاحترام المتبادل والرغبة الاكيدة في احلاله حتى تنعم به الأجيال من بعد". واكد ان "القضية ليست قضية مساومة أو تركيز على صغائر الأمور، فالمسألة أهم من هذا كله بكثير وأعم وأوسع، واخطارها ايضاً حقيقية وماثلة".