تسبب تقرير صحافي اسرائيلي نشر امس في اثارة زوبعة من الاتصالات الرسمية بين عمان وتل ابيب وواشنطن، بعدما شكك بفرص العاهل الأردني الملك حسين في الشفاء من مرض سرطان الغدد الليمفاوية الذي منه، وفي امكان عودته لممارسة الحكم في المملكة. ورغم نفي الحكومة الحكومة الأردنية القاطع لما تضمنه تقرير صحيفة "يديعوت احرونوت" اجرت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت اتصالاً هاتفياً أمس مع نائب الملك ولي العهد الأردني الأمير الحسن، للإعراب عن استيائها من التقرير الذي نقل عن مسؤولين اميركيين قولهم ان الملك حسين لن يشفى من مرض سرطان الغدد الليمفاوية وتشكيكهم في قدرته على العودة الى الحكم. ونفى رئيس الوزراء الأردني الدكتور فايز الطراونة ما نشرته الصحيفة الاسرائيلية، مؤكداً استجابة الملك للعلاج الكيماوي الذي يخضع له. وقال مسؤول حكومي أردني لپ"الحياة" ان اتصال اولبرايت جاء عقب اتصال أجراه وزير الخارجية الأردني السيد عبدالإله الخطيب مع كل من السفيرين الاميركي والاسرائيلي في عمان للاستفسار عن تقرير الصحيفة الواسعة الإنتشار. وأعرب الطراونة في لقاء مع ممثلي الصحافة الدولية في عمان عن "تفاؤله الشديد" بأن الملك حسين سيشفى بالكامل، مشيراً الى ان أطباء الملك "هم على معرفة كاملة بحالته" وان "كل ما هنالك أنهم يريدون التأكد من أنه عند عودة الملك الى بلاده سيكون خالياً تماماً من المرض". وقالت الصحيفة الاسرائيلية، في تقريرها الذي كتبه اثنان من كبار مراسليها الموجودين في واشنطن، ان المسؤولين الاميركيين طلبوا من الحكومة الاسرائيلية المساعدة في مسألة خلافة الملك حسين في الحكم في ضوء "الشكوك إزاء قدرة الملك على العودة لممارسة مهماته كرأس للدولة". واضافت ان الولاياتالمتحدة تتوقع من اسرائيل ان تتخذ اجراءات لضمان استقرار المملكة من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية ورفع القيود المفروضة حالياً على صادرات الأردن الى السوق الفلسطينية. وقال الطراونة ان الملك حسين استجاب جيداً لأربع دورات من العلاج الكيماوي من أصل ست دورات، مؤكداً ان العاهل الأردني الذي يتلقى العلاج في "مايو كلينيك" في الولاياتالمتحدة منذ تموز يوليو الماضي، سيعود في وقت قريب. وكان السفير الأردني في واشنطن الدكتور مروان معشر أكد أن الملك حسين سيعود الى بلاده خلال الاسبوع الأخير من الشهر المقبل. ونفت جين جاكوبز، الناطقة باسم عيادة "مايو كلينيك" للصحافيين امس وجود خطر على حياة الملك، مؤكدة ان الملك لا يزال يتلقى العلاج وأن وضعه يتحسن في ضوء المعطيات الحالية. وقالت الصحيفة الاسرائيلية ان المسؤولين الاميركيين تباحثوا في شأن مخاوفهم إزاء صحة الملك مع أعضاء الوفد الاسرائيلي الذي يزور واشنطن حالياً لحضور قمة "واي بلانتيشن". ونقلت عنهم أنهم "في غاية القلق إزاء احتمال استغلال العراق وسورية مسألة الخلافة في المملكة لمحاولة زعزعة استقرارها". وقال ايتان هابر، الذي كان عمل مديراً لمكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين، ان الملك حسين "يقاتل من أجل حياته"، وذلك في سياق مقابلة بثها التلفزيون الاسرائيلي أول من أمس. ولم يوضح هابر، الذي زار الأردن أخيراً، مصدر معلوماته عن صحة الملك. وكان وزير الخارجية الاسرائيلي قال عقب لقائه الملك حسين في "مايو كلينيك" قبل يومين ان الملك حسين يتمتع بمعنويات جيدة رغم انه "لا يبدو بصحة جيدة". الى ذلك، قالت مصادر مطلعة لپ"الحياة" ان قريبين من العائلة المالكة "يشعرون بقلق شديد" إزاء الحال الصحية للملك رغم التطمينات باستجابته للعلاج الكيماوي. وأوضحت المصادر ان "الصورة ليست كما يصورها المسؤولون في الحكومة"، وان الملك "قد لا يعود الى بلاده في أواخر تشرين الثاني المقبل كما كان متوقعاً بعد استكمال دورتين متبقيتين من العلاج الكيماوي".