تنوي شركة طيران الشرق الأوسط "ميدل ايست" الاعلان خلال الأسبوعين المقبلين عن إبرام تحالف مع شركة "اير فرانس" يتخوف المحللون من أن يؤدي إلى هيمنة الشركة الفرنسية العملاقة على الناقلة الجوية اللبنانية. وقالت مصادر مطلعة تحدثت إليها "الحياة" إن الخطة التي وضعها عضو مجلس إدارة "ميدل ايست" كريستيان بلان الذي كان يشغل سابقاً منصب رئيس مجلس إدارة مدير عام في "اير فرانس"، تحمل توقعات متفائلة لا تبرر الاسراع في قيام التحالف بين شريك قوي وشركة لا تزال تمر في مرحلة تعافٍ غير منجزة. وكان بلان، الذي انتخب في مجلس الإدارة المعين في 9 كانون الثاني يناير الماضي، اثر استقالة المجلس السابق ل "ميدل ايست" عقب فضيحة مالية، وضع خطة اصلاح الناقلة اللبنانية ضمن مهلة ستة أشهر وفق ما طلبه منه مصرف لبنان المركزي الذي يملك نسبة 7،99 في المئة من أسهم "ميدل ايست". وسادت شكوك في الفترة الماضية حول مدى حماس مسؤولي "اير فرانس" لإقامة هذا التحالف، إلا أن اتفاقاً أبرم في هذا الشأن في نهاية حزيران يونيو الماضي في خطاب نوايا موقع من الطرفين، على أن يوقع عليه لاحقاً رئيس "ميدل ايست" السيد محمد الحوت ورئيس شركة "اير فرانس". ونصت خطة بلان على تخفيف عدد الطائرات من 12 إلى تسع طائرات، وخفض المصاريف وتركيز شبكة الخطوط والرحلات، خصوصاً الرحلات الطويلة وتلك المتجهة إلى أوروبا وحصرها بعدد أقل من المحطات، مع رفع معدل الرحلات المجدولة إلى المحطات المستبقاة وتوحيد مواعيد اقلاع ووصول الرحلات المقلعة والوافدة، وتحويل بعض أنشطة الشركة إلى شركات أخرى فرعية أو مستقلة، مع زيادة في معدل تشغيل الطائرات. إلا أن الركيزة الأساسية التي استندت إليها الخطة قامت على أساس إقامة تحالف مع "اير فرانس" على اعتبار أنها الحليف القوي الذي يمكن ان يؤمن الدعم والخبرة اللازمة لزيادة نشاط الشركة. وذكرت المصادر أنه سيتم الاعلان خلال الأسبوعين المقبلين عن جدولة رحلات يومية بمعدل ثلاث رحلات إلى باريس ترتفع لاحقاً إلى أربع يومية، على أن يبدأ تنفيذ الخطة في نيسان ابريل السنة المقبلة. وترمي هذه الخطوة إلى جعل باريس محطة - مركز لسفر ركاب "ميدل ايست" إلى بقية أنحاء العالم، في حين يتحول مطار بيروت، الذي تكلف أكثر من 500 مليون دولار لتطويره، إلى محطة - مركز اقليمية لمسافري "اير فرانس" إلى الوجهات الخليجية التي تسير إليها الناقلة اللبنانية رحلاتها. ومنذ العاشر من الشهر الماضي تسلم جان أود رابو، رئيس مجلس إدارة مدير عام "اير تشارتر"، وهي فرع من "اير فرانس" والتي ستحل في تشرين الأول اكتوبر المقبل، منصباً رئيسياً في الهيكل الجديد للشركة الذي تم فيه تعيين ثلاثة مديرين عامين بعد تقاعد المدير العام السابق للشركة السيد يوسف لحود. أما المديران العامان اللبنانيان وهما السيدان خطار حدثي وفادي ملاط، فكلفا "معاً" الإمساك بشؤون الموظفين، واستثنيت من صلاحياتهما حقوق التعيين والنقل والترقية والصرف من الخدمة والقرارات التأديبية، على اعتبار أنها جميعاً قرارات تحتاج إلى "موافقة مسبقة من رئيس مجلس الإدارة"، وهو ما يعني عملياً نزع كل الصلاحيات الحقيقية الخاصة بإدارة الموارد البشرية من المديرين المسؤولين عن شؤون الموظفين. وقالت المصادر المطلعة إن حجم الخسائر التي منيت بها الشركة العام الماضي يناهز 100 مليون دولار، منها خسائر تشغيلية بقيمة 70 مليون دولار، علماً أن مسؤولي الشركة رفضوا حتى الآن اعطاء أرقام دقيقة عن حجم الخسائر.