بين الآونة والأخرى أفسح المجال أمام القراء الكرام ليعبروا عن رأيهم في قضايانا العامة أو ليردوا على مقال أو موقف عبر هذه الزاوية التي أحاول أن أحولها الى منبر حر يعبر عن نبض القارىء العربي وتطلعاته ومساحة للحرية وتبادل الرأي والرأي الآخر والحوار الهادىء والعقلاني، ومن بين الرسائل التي تلقيتها أخيراً اخترت واحدة من القارىء الشاب طلال فايز نظام من دمشق بعنوان "الهولوكست العربي" يعبر فيها عن سخطه وألمه من سياسة ازدواجية المعايير والانحياز الدولي لإسرائيل. وبعد تحليله لمسلسل الابتزاز الإسرائيلي للغرب تحت ستار "عقدة الذنب" واستغلال جرائم النازية يطالب القارىء الكريم العرب والمسلمين بمطالبة الدول الكبرى بوقف الانحياز وتعويض العرب عن جرائم "الهولوكست" الصهيونية ضد العرب لأكثر من نصف قرن وفضح المذابح والمجازر التي ارتكبتها اسرائيل من دير ياسين الى قانا ومن حرب 1948 الى غزو لبنان عام 1982 مروراً بالحروب الأخرى ويقول: ان أطفالنا وشبابنا يقتلون على مرأى ومسمع الجميع والعالم يقف متفرجاً كجبل جليد لا يحرك ساكناً. ويقترح القارىء خطة عربية للمطالبة بتعويضات وتوثيق جرائم الصهيونية كجرائم حرب ضد البشرية ويقول: إن الأمر الأساسي الذي يربط الإسرائيليين باليهود في أي مكان من العالم هو ذكرى الهولوكوست وأعمال الاضطهاد التي سبقتها أو تلتها حيث زعم الفيلسوف الأرثوذوكسي الكبير يشياهو لييوفيتس أن الديانة اليهودية ماتت منذ 200 عام وان الهولوكوست كانت نوعاً من الديانة البديلة أي الشيء الوحيد الذي يتقاسمه اليهود في جميع أنحاء العالم. ورداً على هذه المقولة لا بد للعرب من تحويل هذه الذكريات العربية الأليمة الهولوكوست العربي الى ذكرى توحيد العرب والمسلمين في جميع انحاء العالم وبذل جهود جبارة لجعل العالم والدول المعنية تشعر بنوع من الاحساس بالذنب على ما اقترفته يداها، ولعل وعسى تعيد دراسة سياستها في المنطقة والنظر الى العرب بشيء من التعاطف أو على الأقل بقليل من الحياد؟!! هناك خطر مؤكد ولا يملك المرء، بل لا يجدر به أن ينسى هذه الفصول الفظيعة من تاريخ أمتنا العربية، لأن النسيان خيانة لذكرى الضحايا العرب يبيع لحمنا ودمنا رخيصاً، خاصة ان الهولوكوست اليهودي حدث مرة في التاريخ أما الهولوكوست العربي فيرتكب كل يوم... وحتى يومنا هذا. وبدوري أكرر الدعوة لتوثيق الجرائم الإسرائيلية والقيام بحملة عالمية لفضح الوجه الصهيوني القبيح والمطالبة بتعويضات، ليس من أجل قيمتها المادية، بل "لإثبات حالة" وما ضاع حق وراءه مطالب. لقد طالبت مراراً باستغلال ذكرى احتفال اسرائيل بمرور نصف قرن على انشائها للمطالبة بمثل هذه التعويضات وكشف الحقائق كاملة أمام الرأي العام العالمي، وعلمت ان لجنة خاصة تشكلت لهذا الغرض... ولكننا لم نعد نسمع لا جعجعة... ولا طحيناً! فمن المسؤول عن مثل هذا التقصير؟!! خلجة قادم اليك أنا مع نسمة الصباح الطرية وشعاع شمس الفجر ونور القمر قادم اليك مع قطرات الندى وحبات المطر لنعانق معاً وجه الربيع!