افتتح الامين العام للحزب الوطني الحاكم في مصر الدكتور يوسف والي أمس اجتماعات مغلقة للمعارضة السودانية تركز على ترتيبات تصعيد العمل السوداني المعارض والتوصل الى اتفاق بين اطرافها على "اجراءات الفترة الانتقالية" التي تعقب اسقاط الحكم السوداني. وأخرج نحو 100 صحافي احتشدوا أمس في مقر الحزب الوطني في القاهرة من قاعة الاجتماع وابلغوا بأن مؤتمراً صحافياً سيعقد بعد انتهاء جلسة الافتتاح. وكان زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" آخر من وصلوا للمشاركة في الجلسة. وقالت مصادر سودانية مطلعة ان الاجتماع سيركز على "ترتيبات تصعيد العمل المعارض وانهاء مناقشة اجراءات الفترة الانتقالية". وعلمت "الحياة" ان اتصالات جرت بين قادة المعارضة "لتلطيف الاجواء بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وقوات التحالف السودانية التي يتزعمها العميد عبدالعزيز خالد". ولم تتضح طبيعة الخلافات بين الفصيلين اللذين يعدان أنشط فصائل المعارضة في العمل العسكري الذي ينطلق من اثيوبيا وأريتريا. وينتظر ان يتم تعليق اجتماعات هيئة القيادة اليوم بسبب انتقال قرنق ورئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض السيد محمد عثمان الميرغني وزعيم حزب الامة السيد الصادق المهدي الى الاسكندرية للقاء الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى. ويتوقع ان تستأنف الاجتماعات غداً الخميس بعد عودة الثلاثة. ولوحظ ان لقاء مبارك مع قادة المعارضة سيكون قاصراً على القياديين الثلاثة فقط باعتبارهم زعامات سودانية من الجنوب والشمال. وقال والي في تصريحات صحافية ان لقاءات المسؤولين المصريين مع المعارضة السودانية "تهدف الى دعم علاقات التعاون بين الشعبين بما في ذلك تقديم العون للمناطق المتضررة من المجاعة في جنوب السودان". وأشار الى ان مبارك يولي هذا الموضوع اهمية كبيرة. وأضاف المسؤول المصري ان اللقاءات جاءت في اطار حرص مصر على وحدة السودان. وشدد والي على رفض القاهرة المساس بسلامة اراضي السودان. وتحدث عدد من قادة المعارضة السودانية الى الصحافيين عقب الجلسة، وأكد المهدي لپ"الحياة" ان "لا خلافات" بين قادة المعارضة وأعرب عن تفاؤله بأن "امور السودان ستكون استقامت" قبل الجولة المقبلة من المفاوضات بين الخرطوم والمتمردين الجنوبيين.