بدأ الادعاء أمس استجواب واحد من اقرب الأصدقاء الى الرئيس بيل كلينتون في شأن قضية مونيكا لوينسكي. وقال مراقبون ان المخرج التلفزيوني هاري تومسون، الذي تعود صداقته مع الرئيس الى أيامهما في ولاية اركنسو، لعب دوراً مهماً في صياغة ردود فعل البيت الأبيض خلال المراحل الأولى من التحقيق في الفضيحة. ويبذل المدعي المستقل كينيث ستار جهداً كبيراً حالياً في استجواب الاصدقاء الشخصيين للرئيس أمام هيئة المحلفين الفيديرالية العليا، استباقاً للاستجواب الذي سيخضع له كلينتون في البيت الأبيض الاثنين المقبل ويجري بثه بالتلفزيون الى المحلفين. وبدا في الوقت نفسه أن هناك خلافاً بين مستشاري الرئيس على الاستراتيجية الأفضل خلال الاسبوع المقبل. وكان ستار استدعى تومسون للتحقيق بعد مقابلة مع الأخير نشرتها مجلة "نيويوركر" الأدبية. وكشف المخرج التلفزيوني في المقابلة انه توجه فور تفجر فضيحة لوينسكي من كاليفورنيا حيث يعمل الى واشنطن وبقي في البيت الأبيض طوال خمسة أسابيع لصياغة ردود الفعل. ويعتقد مراقبون انه كان وراء النفي العلني القوي الذي أصدره كلينتون مطلع السنة لاقامة علاقة جنسية مع لوينسكي، الموظفة المتدربة السابقة في البيت الأبيض. وتستمر السيدة الأولى هيلاري رودام كلينتون في قيادة فريق البيت الأبيض لمواجهة الفضيحة، وقررت صرف النظر عن خططها لأخذ اجازة قصيرة قبل ادلاء زوجها بشهادته. وكان الرئيس وعد بأن تكون اجوبته "كاملة وصادقة"، لكن يبدو أن هناك خلافاً بين مستشاريه حول الاستراتيجية المطلوبة. وقال أحد المقربين من البيت الأبيض إن بين الخيارات المطروحة ان يكرر الرئيس نفيه التام لاقامة علاقة مع المتدربة السابقة، مع رفض الاجابة على أسئلة محددة. فيما يرى قسم من المستشارين ان على الرئيس ان يطلب تأجيل الاستجواب بسبب تفجير السفارتين الأميركيتين في أفريقيا والأزمة مع العراق. وكان الناطق باسم البيت الأبيض جو لوكهارت استبعد الخيار الأخير اول من أمس. ويستند المدافعون عن خيار رفض الاجابة إلى أسئلة محددة عن طبيعة الصفقة مع المدعي المستقل ستار في شأن الاستجواب. فقد وافق الرئيس على التعاون طوعاً مقابل عدم تسلم استدعاء رسمي من ستار. من هنا، كما يرى بعض الخبراء، يمكن للرئيس قانونياً رفض الاجابة من دون اثارة تهمة اهانة القضاء. وليس أمام ستار ازاء ذلك سوى القبول او البدء مجدداً بمعاملة اصدار أمر الاستدعاء، وهو ما قد يقود الى مواجهة دستورية طويلة حول امكان استدعاء الرئيس للمثول أمام المحاكم في هذا النوع من الدعاوى. وفي تطور ايجابي بالنسبة إلى كلينتون وافقت قاضية اتحادية على السماح لمحاميه بالاطلاع على شريط فيديو لشهادة سابقة لموكله في قضية التحرش الجنسي التي رفعتها ضده بولا جونز. وكانت القاضية سوزان ويبر رايت رفضت مطلع نيسان ابريل الماضي دعوى التحرش الجنسي التي رفعتها بولا جونز ضد الرئيس. وأعلنت رايت ليل الاثنين انها ستسمح لمحامي كلينتون ديفيد كندال بالاطلاع علي الشريط أمس وان ذلك سيتم تحت اشراف القاضية نورما هولواي جونسون من محكمة واشنطن الجزائية. ورفضت القاضية اعتراض محامي جونز على طلب محامي الرئيس الاطلاع على الشريط. وقام الاعتراض على الخشية من "اهمال يؤدي الى اتلاف" الشريط. وكانت جونز، الموظفة سابقا في حكومة ولاية اركنسو اتهمت كلينتون بالتحرش الجنسي بها في 1991 عندما كان حاكماً للولاية. وتفجرت فضيحة لوينسكي عندما طلب محامو جونز افادة منها عن علاقتها بالرئيس في محاولة للبرهنة على نمط سلوكه. وانكرت لوينسكي العلاقة، كما انكرها الرئيس في افادة تحت القسم وأيضاً في تصريحه الى الرأي العام.