"المفاجأة" التي توصل إليها استطلاع للرأي العام السوري هي ان نسبة مشاهدة التلفزيون الرسمي لا تزال مرتفعة، اذ أن 77 في المئة من أفراد العينة الألفين الذين شملتهم الدراسة بقوا "أوفياء" له في خضم "هوس" الفضائيات. لكن اللافت ان محطة "الجزيرة" القطرية بما تتضمنه من "رأي آخر" احتلت المرتبة الاولى من حيث نسبة المشاهدة وصلت الى 3،27 في المئة من ال 18 في المئة من السوريين 16 مليوناً الذين يمتلكون صحون استقبال الأقنية الفضائىة. وكانت "المؤسسة السورية للاعلان" كلفت شركة "ستات -ابسوس" الدولية المتخصصة في دراسة السوق القيام باستبيان حيادي يرسم صورة فعلية للسوق الاعلامية والاعلانية في البلاد، خصوصاً ان معظم المحللين يعتقد أن المحطات الفضائية "اكتسحت" السوق السورية وان التلفزيون الرسمي تراجع أمام "هجوم" الفضائيات في ضوء انتشار الصحون اللاقطة على سطوح السوريين من الحدود... الى الحدود. اجريت الدراسة في آذار مارس الماضي على أسس علمية دقيقة، فاختار خبراء "ستات - ابسوس" بالتعاون مع "المكتب المركزي للإحصاء" الحكومي عينة عشوائية مكونة من 2103 أشخاص وفقاً لتقنيات الشركة المنتشرة في أكثر من 17 دولة في العالم. وضمت العينة 1039 ذكراً 4،49 في المئة و 1064 أنثى تتجاوز أعمارهم 15 عاماً، وغطت الأراضي السورية كافة اذ تم اختيار 832 شخصاً من المنطقة الجنوبية و642 من الشمالية و308 اشخاص من الوسطى مقابل 190 و141 شخصاً من المنطقتين الساحلية والشرقية على التوالي. وجاء في الدراسة التي طبعت منها نسخ محدودة، وحصلت علىها "الحياة"، ان نسبة مشاهدة القناة الرسمية كتلفزيون محلي هي 77 في المئة وان هذه "نسبة مرتفعة جداً خصوصاً إذا قورنت مع نسبة مشاهدة التلفزيونات المحلية في بعض الدول المجاورة ودول المنطقة مثل تلفزيون لبنان 36 في المئة والتلفزيون الأردني 68 في المئة". وأشارت الدراسة الى ان ذلك يؤكد على "مدى حرص المواطن على متابعة برامج التلفزيون السوري رغم إمكانية التقاط محطات تلفزيونية أخرى أرضية من بعض الدول المجاورة مثل محطات "ال بي سي" و"المستقبل" و"تلفزيون لبنان" اللبنانية والتلفزيون الأردني وبعض المحطات التركية والعراقية، حسب الموقع الجغرافي للمستقبل. ومن النتائج اللافتة الأخرى التي توصلت اليها الدراسة، ارتفاع عدد المنازل التي يتوافر فيها جهاز التقاط المحطات الفضائية الى 18 في المئة من المنازل، مقارنة مع باقي الدول المجاورة مثل لبنان 14 في المئة والأردن 13 في المئة. وبالتالي، فإن الفضاء السوري فتح أمام التقاط محطات من مختلف بقاع العالم علماً بأنه ليس هناك نص قانوني يسمح بتركيب "دش". وأفادت الدراسة أن ذلك "لم يشكل منافسة تذكر أمام التلفزيون الذي احتفظ بمشاهدين أوفياء". أما بالنسبة الى المحطات الفضائية العربية، فإن الاستطلاع أظهر أن 5،34 في المئة من أفراد العينة يشاهدون "الفضائىة السورية" وترتفع نسبتهم الى 41 في المئة في الفترة الصباحية، علماً بأن استقبال إشارات البث يتم في هذه الفترة من دون حاجة الى "دش". وبعد "الجزيرة" التي احتلت المرتبة الاولىة، جاءت "محطة تلفزيون الشرق الاوسط" ام بي سي بنسبة 5،25 في المئة متقدمةً على "المستقبل" اللبنانية التي نالت 3،25 في المئة و"دبي" الاماراتية 3،22 في المئة، في حين قال 2،22 في المئة من أفراد العينة أنهم يفضلون "ال بي سي" اللبنانية.