أكثر من مئة محطة تلفزيونية في الهند بعضها خاص بعرض الدراما الهندية، وما أكثرها، وبعضها للأفلام السينمائية، ففي بلد ينتج ألف فيلم في العام لا بد من توافر عدد كاف من القنوات التلفزيونية لبثها وإعادة بثها. في الهند لا يملَ الناس من رؤية الأفلام، أحدهم ظهر في تحقيق تلفزيوني فرنسي خارجاً من دار سينما واعترف بأنها المرة الثانية والعشرين التي يرى فيها هذا الفيلم نفسه! يعبد الهنود نجوم السينما ولكن أيضاً نجوم التلفزيون ويتابعون المسلسلات الهندية بشغف. يفضلون المواضيع الاجتماعية والدراما العائلية على ما عداها من مسلسلات الأكشن أو الرعب. المحطات الهندية هي شبه الوحيدة على الساحة، ولا يهتم بالأجنبية سوى الأجانب في معظم الأحيان. حتى في الفنادق حين تبحث بين المحطات الدولية لا تجد سوى «الجزيرة» بالإنكليزية، أو «سي أن أن»، أو «بي بي سي» و «تي في 5» الفرنسية، ولا يكف جهاز التحكم عن الوقوع على عشرات المحطات الهندية العامة منها والمتخصصة التي تبث الدراما والأفلام الهندية. «الهندية» بجنسيتها، فهناك عدة مئات من اللغات في هذا البلد (ما بين 250 و400 لغة) وثمة أفلام بلغات أخرى ولكنها تسمى أفلاماً هندية حتى لو كانت لغتها بنغالية مثلاً أو تاميل. السؤال عن المحطات العربية غير مألوف هنا. ثمة باقات كثيرة، وحين تختار واحدة منها يُركب الصحن اللاقط الذي يبثها. باقات كلها محطات هندية وتضاف إلى بعضها محطات بالإنكليزية، وعندها لا بد من دفع اشتراك بسيط. لا بأس، ولكن أين نجد محطة عربية؟! أتى الجواب بعد بحث طويل. أحدهم وعد بسؤال أحد آخر بعد عودة هذا من سفر سيطول! هنا فرضت المقارنة مع بلد كإيران نفسها. فهناك حيث الصحون اللاقطة ممنوعة رسمياً، لم يكن ثمة أسهل من العثور على من يأتي بها ويركبها لتلتقط ما تريده وما لا تريده من المحطات بسعر زهيد (100 دولار). في النهاية لم يكن ثمة حل سوى سؤال أحد المقيمين العرب. فنصح بفلان المختص الهندي شبه الوحيد. فلان رد مباشرة وحدد السعر 11 ألف روبيه (183 دولاراً) من أجل بضعة محطات فقط: الفضائية السورية، دبي وأبو ظبي الأولى، قطر، الكويت واليمن، وفرانس 24 بالفرنسية! فلان أثبت معرفته «المعمقة» بأذواق المشاهد العربي، قال آسفاً بعد فحص الصحن الموجود لا يمكن التقاط أم بي سي ولا باقة آرتي (عدّدها كلها كمن يحفظ درساً) المطلوبتين بكثرة لدى العرب هنا! تحتاج تلك إلى صحن ضخم ومكان مناسب. نصحني بالاكتفاء الآن بما سيكون لديَ! فاكتفيت.