لندن، طوكيو، نيويورك - رويترز، أ ف ب - ارتفع الدولار الأميركي ازاء الين الياباني في التداولات الأوروبية والأميركية أمس الجمعة ليصل إلى أعلى مستوياته منذ ثلاثة أسابيع. وبلغ عند الفتح في نيويورك 144.35/ 144.45 ين مقابل اغلاق الخميس 143.68/ 143.73 . في الوقت نفسه حض مصدر ياباني "على الاستعداد لحالات افلاس". وكان الدولار استقر في أواخر التداولات في طوكيو عند مستوى أعلى من 50.143 ين على رغم تصريحات مسؤولين يابانيين حاولوا فيها ايضاح تصريحات لوزير المال الجديد كييتشي ميازاوا أدلى بها مساء أول من أمس. وأقبل المتداولون على بيع الين، ما أدى إلى انخفاضه منذ مساء الخميس، اثر تصريحات ميازاوا التي قال فيها إنه يعتقد أنه من الضروري أن تترك السلطات مسألة تحديد أسعار الين والأسهم للأسواق. وأدت هذه التصريحات إلى انحسار المخاوف من تدخل السلطات اليابانية في سوق الصرف الأجنبي. لكن مؤشر "نيكاي - 225" الرئيسي ارتفع 09.1 في المئة، وسط آمال بأن الحكومة الجديدة ستتحرك بسرعة لانعاش الاقتصاد. فيما أظهرت بيانات رسمية ان معدل البطالة الياباني ارتفع إلى مستوى قياسي، بلغ 3.4 في المئة في حزيران يونيو الماضي من 1.4 في المئة في أيار مايو. كما ارتفع المارك ازاء العملة اليابانية إلى أعلى مستوى منذ ستة أسابيع، لكنه استقر أمام الدولار. وقال أحد المتداولين إن عروض الشراء بين البنوك الذين فاتتهم فرصة شراء الين بأسعار أقل اثناء تداولات نيويورك، واهتمام بالشراء من قبل صناديق استثمار في الخارج، دعمت العملة الأميركية عند مستوى 50.143 ين طوال الفترة الصباحية في أوروبا، قبل أن يفتح الدولار في نيويورك فوق مستوى 144. وأشار متداولون الى انه من المحتمل أن يرتفع الدولار إلى مستوى 146 يناً، أو حتى 150 يناً. في طوكيو، قال مصدر حكومي أمس إن رئيس الوزراء كيزو اوبوتشي سيبقى في منصبه إلى أن يتم انعاش الاقتصاد. وتولى اوبوتشي السلطة في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس على رأس إدارة جديدة تعهدت بمعالجة النظام المصرفي المضطرب في اليابان وانعاش اقتصادها. وأضاف المصدر الذي كان يتحدث إلى مجموعة صغيرة من الصحافيين ان اوبوتشي "لا يعتزم البقاء في السلطة أطول من اللازم". وذكر المصدر القريب من أوبوتشي أن رئيس الوزراء ملتزم بتحقيق "شيء جيد للشعب والمنطقة والمجتمع الدولي كله". وعندما سئل عن المشاكل المصرفية التي تواجه اليابان، قال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، "يتعين علينا الاستعداد لمواجهة بعض حالات الافلاس". من جهته، أعلن رئيس التوجيه الاقتصادي الجديد في اليابان تايشي ساكايا في أول مؤتمر صحافي له انه من "المستحيل" تحديق الهدف المقرر في نمو اجمالي الناتج المحلي وهو 9.1 في المئة حتى آذار مارس المقبل. وأضاف ساكايا، الذي عينه رئيس الوزراء الجديد، انه سيعيد النظر في هدف النمو الاقتصادي بعد دراسة الناتج الاجمالي لثلاثة أشهر حتى حزيران يونيو 1998. وأعرب عن قلقه ازاء مستقبل الاقتصاد. وقال إن "الوضع الاقتصادي سيئ ولا يمكنني أن أكون متفائلاً". في سيدني واصلت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت الضغط على اليابان أمس قائلة إنه ليس أمام رئيس الوزراء الجديد سوى وقت قصير لاتخاذ القرارات اللازمة لاصلاح الاقتصاد. وقالت في مقابلة أجرتها معها وكالة "رويترز": "اعتقد أنه يعلم أنه ليس أمامه الكثير من الوقت... وسنتابع الموقف عن كثب وبدقة". وأدلت أولبرايت بهذه التصريحات بعد ساعات من انتخاب أوبوتشي. وتعتبر اليابان ثاني أكبر اقتصاد في العالم.