موسكو - أ ف ب، أ ب - وقع الرئيس الروسي بوريس يلتسن مع نظيره الكازاخستاني نور سلطان نزاربايف امس الاثنين في موسكو اتفاقاً مهما لتقاسم الاحتياط النفطي في شمال بحر قزوين. وذكرت وكالة "ايتار تاس" للأنباء ان الاتفاق يتناول تحديد الاعماق في شمال بحر قزوين بهدف احترام حقوق السيادة للدول المطلة على البحر. ويقدر الاحتياط النفطي في بحر قزوين بما يراوح بين 12 و15 بليون طن، اي ما يعادل تقريباً احتياط الكويت المؤكد. وكان الرئيسان اتفقا على هذا التقاسم في نيسان ابريل الماضي. ويسوي الاتفاق خلافاً مزمناً في شأن السيطرة على ثروات بحر قزوين. وكانت الدول الخمس المطلة على البحر منقسمة منذ اعوام عدة حول مسألة ملكية النفط في قاع البحر. وتريد الدول الثلاث التي تملك نفطاً قرب سواحلها وهي كازاخستان وأذربيجان وتركمانستان، ان يتم تقسيم بحر قزوين الى قطاعات قومية، كي يمكنها المطالبة بالنفط لنفسها. لكن روسيا وإيران اللتين لا تملكان سوى كميات قليلة من النفط قرب سواحلهما على بحر قزوين، تريدان ان تتقاسم الدول الخمس كلها موارد هذا البحر. الا ان روسيا لينت موقفها ووقع يلتسن ونزاربايف اتفاق امس الذي يقسم الجزء الشمالي من قاع البحر الى قطاعين مستقلين روسي وكازاخي. واعتبر المراقبون الاتفاق نصراً لكازاخستان لأنه يعترف بمطلبها الحصول على النفط القريب من سواحلها، كما يعد سابقة تستند اليها اتفاقات مستقبلية. ومعلوم ان الاحتياطات في بحر قزوين كبيرة جداً، لكن تطوير الحقول كان دائماً عملية معقدة بسبب الخلافات القانونية المتعددة حولها، والحاجة الى خط انابيب مناسب يعتبر ضرورياً لتصدير النفط الى الاسواق العالمية. وقدمت كازاخستان تنازلاً سمح بالتوصل الى الاتفاق. اذ انها وافقت على اقتسام مياه البحر، اي ان الدولتين ستكون لهما حقوق متساوية في الثروات السمكية فيه. ويشار الى ان الدول الثلاث الاخرى لم تكن طرفاً في اتفاق امس، غير انه يفتح الطريق امام اتفاقات اخرى تشارك فيها تلك الدول.