باريس - أ ف ب - فابيان بارتيز نعى بلباسه الاسود الطموحات الايطالية خلال ركلات الترجيح، وعلى غرار سلفه ومثاله الاعلى جويل باتس العام 1986 في غوادلاخارا ضد البرازيل تمكن بارتيز من صد ركلة وساعدته العارضة على ابعاد اخرى. وقد ادركت الفرحة حارس مرمى نادي موناكو، بطريقة متأخرة. فبعدما أهدر لويجي دي باجيو محاولته كان بارتيز يستعد للعودة الى زاويته للركلة الاخيرة لكنه ادرك فجأة ما حصل فاجتاحه التأثر. وكانت فرحته لا توصف عندما رماه في الجو روجيه لومير مساعد المدرب. ورفض الحارس الفرنسي أن يمتدح نفسه مشدداً على أن الفضل يعود الى زملائه. وقال في هذا الاطار: "أول من يجب تهنئتهم هم اللاعبون. فكل الضغط يقع عليهم خلال ركلات الترجيح. اما حراس المرمى فعليهم ان يبذلوا قصارى جهدهم". والضغط، وهو عدو لاعبي كرة القدم المعلن، لا يؤثر على بارتيز الذي يجري حب المنافسة في دمه. وقد استعد لركلات الترجيح على مقعد الاحتياط مسترخياً، وطلب بلطف من بعض زملائه في الفريق كانوا يشجعونه التوقف عن ذلك. ويوضح في هذا الاطار "قلت لهم : انكم لطفاء لكن لا تزعجونني". وفي ظروف كهذه يفضل بارتيز الذي يستمد طاقته من العزلة الا يوجه اليه الكلام ابداً. ويوضح بهذا الخصوص "هذا الامر يثير اعصابي". وخلال المباراة كان تتملكه حاسة سادسة جعلته متأكداً من الفوز. ولم يزعزع اهدار ليزاراتزو لركلة الجزاء هذه الشعور. ويخفف بارتيز من اهمية صده لركلات الجزاء بقوله "يربح الحارس في هذه المبارزة عندما تكون الركلة غير منفذة باتقان". ولا مفر من المقارنة مع جويل باتس خلال المباراة ضد البرازيل العام 1986. فقد انقض بارتيز على الجانب الايمن لصد ضربة البرتيني امس وكان باتس اختار الجانب ذاته في غوادلاخارا ليصد ضربة سقراطس. واستمرت أوجه الشبه مع ركلة دي باجيو التي انتهت على العارضة وكانت العارضة ايضاً ابعدت ركلة جوليو سيزار سيلفا. وقد تسلح بارتيز معنويا لمواجهة قساوة المونديال وكانت مباراة ايطاليا بالنسبة اليه شبيهة بسابقاتها، اذ انه تدخل مرتين او ثلاث مرات لحسم الموقف. من هنا ضرورة ان يحافظ الحارس على تركيزه بانتظار صفرة النهاية. ويقول بارتيز: "الانتظار يطول فهناك الوقت الاصلي ومن ثم الوقت الاضافي. تشعر وكأن المباراة لن تنتهي وتنظر الى الحكم وتتساءل في ذاتك: متى سيطلق صافرة النهاية؟ لكن في الوقت ذاته هذه لحظات جميلة، اذ انك تحس بشعور قوي بسبب الضغط". ويتألق بارتيز عادة في المباريات الحامية وهو يعوض في المنتخب نقص الحماس في نادي موناكو.