أثار سفر رئيس الحكومة الجزائري السيد أحمد أويحيى المفاجيء أمس الى البرتغال للاشراف على اليوم الجزائري في معرض لشبونه الكثير من التساؤلات في الأوساط السياسية، خصوصاً ان الاحتفالات تركزت في العاصمة التي شهدت عملية منع مسيرة لجبهة القوى الاشتراكية كانت مقررة ظهر أمس، من ساحة أول ماي مايو الى ساحة الشهداء، حيث أغلقت الشرطة الطرق المؤدية الى المكان. وتقول مصادر قريبة من شرطة ولاية الجزائر ان حزب السيد حسين آيت أحمد لم يتقدم بطلب ترخيص للمسيرة. وقال مسؤول في الجبهة ان السلطات لم تمنح إذناً للمسيرة وطلبت من منظميها تأجيلها الى موعد آخر. وقد اتخذ رجال شرطة مكافحة الشغب بدروعهم وخوذاتهم وهراواتهم، وبالقنابل المسيلة للدموع مع بعضهم، مواقع لهم عند المداخل المؤدية الى الطريق التي كان من المقرر ان تسلكه المسيرة. ولاحظت وكالة "فرانس برس" ان مئات الاشخاص، وبينهم نساء واطفال، كانوا يؤكدون انهم ذاهبون الى منازلهم بعدما منعوا بحزم من المرور. وبحسب امين الاعلام في الجبهة سمير بوعكوير فإن حوالى 150 باصاً تنقل متظاهرين منعت من الوصول الى العاصمة عند الحواجز المقامة على الطريق. وقد تمركزت عشرات سيارات الشرطة والدرك على الخط المقرر للمسيرة ولا سيما حول ساحة الاول من ماي التي كان يفترض ان تنطلق المسيرة منها. وكان قادة الجبهة ومجموعات من المتظاهرين الذين وصلوا الى الساحة قبل بدء التدابير الامنية محاطين عن قرب بطوق من رجال الامن. وهتف المتظاهرون الذين كان بعضهم يحمل صوراً للمغني القبلي معطوب الوناس الذي قتل في 25 حزيران يونيو الماضي "فلتسقط الديكتاتورية" او "سلطة قاتلة" او "السلام". وحمل السكرتير الاول للجبهة احمد جداعي مكبراً للصوت ليعلن للمتظاهرين الذين قابلوا كلماته بالهتاف "انني اتكلم بالفرنسية لكي اقول اننا لن نطبق القانون حول تعميم التعريب". واضاف "اننا مع تشجيع اللغة العربية ولكننا لسنا مع تسييسها ونريد ايضاً ان تكون الامازيغية لغة البربر لغة قومية رسمية". وتفرق المتظاهرون بهدوء بعد ان وجه خطيب آخر تحذيراً الى "الذين يريدون حرباً في منطقة القبائل". ويفسر محللون سياسيون غياب أويحيى عن الاحتفالات الرسمية التي تتزامن مع تطبيق قانون اللغة العربية، بعزمه على عدم "تحمل مسؤولية" ما يحدث، خصوصاً وأنه وجه، للمرة الأولى، تعليمات مكتوبة لوزرائه لحضور الاحتفال بالمولد النبوي الذي يشرف عليه الرئيس اليمين زروال. واعتبرت أوساط سياسية عدم مشاركته أمس في تدشين مطار باتنة الى جانب 160 شخصية سياسية وعسكرية ووزراء بمثابة موقف آخر، باعتبار أن تدشين هذا المطار الدولي، في مسقط الرئيس زروال قد يفسره بعضهم محاولة للتقرب من هذا الأخير. وأعرب وزير النقل الذي رعى التدشين، وهو من حركة "مجتمع السلم"، عن استيائه، "باسم الحزب"، من موقف رئيس الحكومة الذي غادر الجزائر، "في هذه الظروف الخاصة". على صعيد آخر، أشرف اللواء محمد لعماري القائد العام لأركان الجيش الجزائري أول من أمس على حفلة ترقية 30 ضابطاً كبيراً بحضور قادة الأركان وكبار الضباط. وشملت هذه الترقيات 3 عمداء قلّدوا رتبة لواء، و7 عقداء تمت ترقيتهم الى عمداء، و20 رائداً رفعوا الى رتبة عقيد. وكان من المقرر ترقية عدد من الملحقين العسكريين في السفارات الجزائرية، إلا أن اللواء محمد لعماري فضل تمديد بقائهم سنة أخرى، وذلك بعد اعتراضه على تعيين نائب له، وهو عميد في احدى السفارات الجزائرية في احد الأقطار العربية.