تبادل عضو في مجلس الشعب وآخر في مجلس الشورى ينتمي كلاهما الى حزب الاحرار المعارض اللكمات خلال مشاجرة بينهما على رئاسة الحزب. وكان رئيس الحزب السيد مصطفى كامل مراد، الذي يعاني وضعاً صحياً متدهوراً ابلغ رسمياً مجلس الشورى تعيين نائبه السيد فريد زكريا ممثلاً له في المجلس. فاستصدر النائب الآخر للرئيس السيد رجب حميدة ممثل الحزب في مجلس الشعب قراراً مضاداً بفصل زكريا. وتطور جدل حاد بين النائبين في مقر الحزب في القاهرة الى مشاجرة تدخلت الشرطة لفضها. وتلقت مذكرات طبية تفيد إصابة الاثنين بجروح مختلفة. ويعد الأحرار أحد أحزاب المعارضة الرئيسية الخمسة في مصر، وهو ليبيرالي الاتجاه. ويمثله عضوان في مجلس الشورى ونائب في مجلس الشعب. وهو من أقدم الأحزاب المصرية، وشارك في التحالف الإسلامي الذي ضم حزب العمل وجماعة "الاخوان المسلمين" في الانتخابات الاشتراعية في 1987. واتهم زكريا اتجاهات إسلامية بالسعي للسيطرة على الحزب، وقال ل "الحياة" إن "تحالفاً بين إسلاميين تم داخل الحزب بهدف السيطرة عليه وقيادته في حال خلو منصب الرئيس"، واعتبر ان "حميدة نائب الرئيس يسعى الى تنصيب الحمزة دعبس عضو اللجنة الدولية للدعوة والتبليغ رئيساً للحزب، وأبلغت مجلس الشورى بالطعن في خطاب فصلي من الحزب استناداً إلى تدهور الحالة الصحية لرئيس الحزب وعدم قدرته إصدار قرارات". غير أن حميدة نفى هذه التفسيرات، وقال ل "الحياة": إن "زكريا اعتدى على مقر الحزب وحطم محتوياته وأصابني بجروح عدة نتيجة صدور قرار بفصله من منصبه وعدم تمثيله الحزب في مجلس الشورى"، ولفت إلى أن "قراراً سابقاً صدر من الحزب قبل ثلاثة أعوام بفصله زكريا وهو لا يملك أي حق شرعي يخوله الوجود داخل مقار الحزب أو الحديث باسمه". وقالت مصادر الشرطة إنها رفضت التدخل في النزاع وحسمه لمصلحة أحد الطرفين إثر تبادلهما المذكرات في هذا الشأن. غير أن نيابة منطقة عابدين بدأت في تلقي بلاغات رسمية من النائبين، فيما أكدت مصادر مجلس الشورى انها تنتظر ما سيسفر عنه الخلاف لاتخاذ القرار الملائم في شأنه. ويذكر أن لجنة الاحزاب اصدرت قراراً بتجميد حزب "العدالة الاجتماعية" إثر صراع مماثل على منصب رئيس الحزب.