دعا وزير خارجية ايران كمال خرازي بعض الدول الاسلامية الى معاودة النظر في علاقاتها مع اسرائيل، وقال في تصريح لپ"الحياة" امس في الدار البيضاء ان هذا الموقف من شأنه ان يشكل ضغطاً اضافياً على اسرائيل. وانتقد اي نوع من انواع التطبيع باعتباره يشجع اسرائيل على المضي في تنفيذ سياستها المتعنتة. بيد انه قال ان العالم الاسلامي ينتظر من اجتماع القدس قرارات عملية وملموسة، وصوغ موقف موحد واستراتيجية موحدة لمقاومة سياسة اسرائيل المتعنتة ووقف ممارستها الرامية الى تهويد القدس والاماكن المقدسة. وطلب المسؤول الايراني الى مجلس الامن الدولي ان يكون اكثر صرامة في اتخاذ الاجراءات اللازمة، والتنديد بسياسة اسرائيل في الاراضي المحتلة. وصرح وزير خارجية سورية السيد فاروق الشرع لپ"الحياة" بأن المواقف الاسرائيلية المتعنتة "تضطرنا الى اتخاذ مواقف صلبة وقوية جداً"، في اشارة الى تجميد اي نوع من علاقات التطبيع مع اسرائيل. اضاف: "هناك قرارات صدرت ويحتاج تنفيذها الى التزام من طرف الدول الاسلامية"، واعلن انه درس هذه الاجراءات مع مسؤولين اعضاء في اللجنة اجتمع اليهم صباح امس. وسئل عن المتوقع من اجتماع الدار البيضاء، فقال: "لا نريده مجرد صرخة اعلامية تنتهي بانتهاء اللقاء، وانما رسالة قوية نوجهها الى الحكومة الاسرائيلية والى المجتمع الدولي". وزاد ان سياسة اسرائيل مرفوضة وغير مقبولة "ولن يستمر هذا الوضع على حاله، فهناك اجراءات ومواقف يجب ان تتخذها الحكومات العربية والاسلامية للدفاع عن مصالحها، وتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة". وسألت "الحياة" الوزير السوري عن تقويمه للمبادرة الفرنسية - المصرية حول عقد مؤتمر دولي للسلام، فقال انها في طور الاعداد، وان الكرة الآن في ملعب الولاياتالمتحدة "لكن لم يصدر عنها شيء الى حد الآن". وكان الشرع أكد لدى وصوله مطار الدار البيضاء ان لجنة القدس مطالبة باتخاذ مواقف حازمة إزاء السياسة الاسرائيلية المتعنتة، ورأى ان الظروف الراهنة "دقيقة للغاية وان السياسة الاسرائيلية سياسة توسعية معادية للسلام، وتهدف التوسع في الاراضي العربية بدلاً من الانسحاب منها". وقال ان اسرائيل تسعى الى زيادة اعداد المستوطنات، بخاصة في القدس الشريف "لكي تجعل من القدس العربية مجرد حي بسيط وصغير في قدس يهودية كبيرة، وهذا امر خطير يمس بمصالح وكرامة الامة الاسلامية". وكان الشرع ذكر في تصريحات صحفية امس ان ثمة اجماعاً بين الدول الاسلامية حول اجراءات لمواجهة السياسة التوسعية الاسرائيلية المعادية للسلام، و"ان موضوع القدس يهم الامة الاسلامية جمعاء"، وتوسيع حدود بلدية القدس عمل مناقض لكل القوانين الدولية وقرارات الاممالمتحدة المتعلقة بالمدينة المقدسة. وأعرب وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف عن التزام بلاده المشاركة في المناقشات حول وضع القدس "بكل همة وتبادل الآراء خلال الاجتماع للوصول الى موقف قوي يرد على الصهاينة الرد الاسلامي المناسب". وعبّر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الاردني الدكتور جواد العناني عن امله بأن تتخذ اللجنة اجراءات ووسائل "كفيلة بمنع التغيير الديموغرافي والجغرافي في القدس الشريف، بما يدعم استقرار المدينة واستمرارية اهل القدس في العيش والبناء والحفاظ على المؤسسات الاسلامية التي تتعرض في الوقت الراهن الى هجمة غير مبررة. وحض الاجتماع على وضع آلية تدعم القدس. واتهم فيصل الحسيني المكلف ملف القدس في السلطة الوطنية الفلسطينية اسرائيل بعرقلة المبادرة الاميركية الاخيرة، وقال في تصريحات صحفية في الدار البيضاء ان اسرائيل ماضية في عرقلة مسلسل السلام، وانها "تعرقل المبادرة الاميركية رغم كونها ليست في صالح الفلسطينيين وتتجاوب اكثر مع الموقف الاسرائيلي". اضاف ان الحكومة الاسرائيلية تريدالسيطرة الكاملة على الشعب الفلسطيني، وليس سلاماً حقيقياً وهذا امر مرفوض مهما كان الثمن الذي ستدفعه". ودعا الفلسطينيين في غضون ذلك الى اعداد انفسهم لاستحقاقات اقامة دولة فلسطينية، وتوقع ردود فعل اسرائيلية ازاء ذلك وقال: "يجب ان يكون العرب والمسلمون والمجتمع الدولي برمته مستعدين لمساعدتنا في حال قيام اسرائيل بردود افعال في هذا الاتجاه". الى ذلك، اعرب وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث عن امله بأن يسفر اجتماع لجنة القدس في الدار البيضاء عن بلورة خطة لتصعيد الضغط على اسرائيل، وقال ان الاجتماع جاء رداً على ما اقترفته اسرائيل في القدس الشريف من تهويد وتوسيع، مما ادى الى وقف عملية السلام. وقال ان هذه الممارسات تندرج في سياق خطة اسرائيلية تهدف الى توسيع حدود القدس في محاولة لضمها نهائياً و"المساعي الاسرائيلية ترمي الى توسيع القدس تدريجاً حتى تمثل لاحقاً 22 في المئة من الضفة الغربية، وهذه مخاطر حقيقية هدفها ازالة كل اشكال الوجود العربي والاسلامي في القدس". ووصف الموقف الاميركي بأنه سلبي ازاء هذه التطورات، وان واشنطن لا تسعى لايجاد الفرص المناسبة للضغط على حليفتها اسرائيل، في حين ان المحاولات الاوروبية في هذا الاتجاه لم ترق الى المستوى الذي يؤهلها للضغط بصورة كافية على اسرائيل لحملها على معاودة النظر في سياستها. ورأى وزير خارجية موريتانيا محمد الشيخ العافية ولد محمد خونا ان الدول العربية والاسلامية تعلق آمالاً كبيرة على اجتماع لجنة القدس لمواجهة التحديات التي تحيط بعملية السلام في الشرق الاوسط، في حين علق وزير الخارجية والادماج الافريقي في النيجر مامان سامبو على الاجتماع بأنه يشير الى امكان حدوث توافق بين انصار السلام العرب والاسرائيليين. وقال وزير العدل في بنغلاديش الذي يرأس وفد بلاده الى اجتماع الدار البيضاء ان الموقف الاسلامي موحد داخل لجنة القدس، وانه يرمي الى وقف عمليات الاستيطان الهادفة الى تغيير الخارطة الديموغرافية في القدس الشريف. وسألت "الحياة" وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى عن مضمون لقائه مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس في الدار البيضاء فقال ان عرفات ابلغه مضمون المفاوضات التي استؤنفت مع اسرائيل اخيراً، ووصفها بأنها "مجرد لقاءات أبانت ان أي تغيير لم يحدث في الموقف الاسرائيلي". واكد وزير الخارجية المصري انه لا يوجد مسار جدي للمفاوضات العربية - الاسرائيلية حول السلام في الشرق الاوسط، ورأى ان القرار الاخير لمجلس الامن الدولي المعارض لمشروع اسرائيل توسيع بلدية القدس يشكل دعماً للقرارات التي ستتخذها لجنة القدس في اجتماع الدار البيضاء. وقال: "هناك بيان صادر عن مجلس الامن منذ اسبوعين يجب ان نبني عليه حتى تكون هناك صلة بين ما يصدر عن مجلس الامن وما يصدر عن لجنة القدس".