كشف مسؤول عربي ل «الحياة» أن الرئيس محمود عباس سيطلب في مذكرة مقدمة إلى اجتماع وزراء خارجية لجنة متابعة مبادرة السلام العربية غداً، «النظر في آليات جديدة لتفعيل المبادرة في ظل تعنت إسرائيل»، فيما أعلنت الجامعة العربية رفضها الربط بين طرح ملف إسرائيل النووي وإتمام التسوية السلمية للصراع العربي - الإسرائيلي. وتعقد لجنة مبادرة السلام العربية اجتماعاً طارئاً على مستوى وزراء الخارجية غداً لمناقشة أفكار أميركية لإحياء عملية السلام سينقلها عباس عن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، والبحث في الموقف إزاء التعنت الإسرائيلي وكيفية كسر جمود عملية السلام واستئناف المفاوضات استناداً إلى الشرعية الدولية. وتضم اللجنة وزراء خارجية: فلسطين ومصر وسورية ولبنان والأردن والسعودية والبحرين والمغرب واليمن وقطر وتونس والجزائر والسودان والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وستناقش مذكرة مقدمة من عباس عن فرص استئناف المفاوضات، وأخرى من موسى عن العراقيل الإسرائيلية أمام تحريك عملية السلام. وقال مسؤول عربي ل «الحياة» إن «الاجتماع سيُجري تقويماً شاملاً لما تقوم به إسرائيل من أجل إحباط أي تحرك إقليمي أو دولي لتحريك عملية السلام، إضافة إلى الرسالة الأميركية إلى السلطة الفلسطينية التي تتضمن ردود إسرائيل على مطالبتها بوقف الاستيطان في الأراضي المحتلة، وفشل الجهود الأميركية في هذا الصدد». وأوضح أن «اللجنة ستناقش نتائج خطة التحرك العربي إزاء جهود إحياء عملية السلام في ضوء المستجدات والتطورات الاقليمية والدولية والتحديات التي تواجهها المنطقة بسبب سياسة الحكومة الإسرائيلية». وأشار إلى أن الورقة التي سيقدمها عباس إلى الاجتماع «ستؤكد استهتار إسرائيل بالجهود التي تبذل حالياً لاستئناف مفاوضات غير مباشرة، بدليل صدور قرار بناء 1600 وحدة سكنية في القدس فور زيارة ميتشل للمنطقة وبالتزامن مع وجود نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن في إسرائيل ... وهذا القرار رسالة سلبية إلى الولاياتالمتحدة وأطراف المجتمع الدولي بعدم جدية إسرائيل وانعدام وغياب الإرادة السياسية الحقيقية لدى الحكومة الإسرائيلية لتحقيق التسوية المطلوبة وعدم جدوى الدخول معها في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة». وأضاف أن «الورقة تتضمن أيضاً أن القرارات الإسرائيلية بتكثيف الاستيطان وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة والقدس انتهاك صارخ للشرعية الدولية ومواثيق حقوق الإنسان واستمرار للموقف الإسرائيلي المتعنت الذي أسقط تفاهمات أنابوليس وجعلها غير ذات جدوى، ما يحتم على الأطراف الدولية اتخاذ مواقف أكثر جدية إزاء عملية السلام وممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل حتى تلتزم بالإطار العام للعملية السلمية، خصوصاً وقف الاستيطان بالكامل». ولفت إلى أن عباس «سيطالب بآليات جديدة لتفعيل مبادرة السلام العربية»، وانه سيعتبر أن «الإدانات الأميركية والدولية التي تصدر أصبحت غير كافية ولا بد من أن تقترن بإجراءات واضحة ومحددة تعالج الموقف الخطير القائم». من جهة أخرى، جددت الجامعة العربية مطالبتها بضرورة انضمام إسرائيل إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وتنفيذ القرار الدولي الداعي إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وأعرب رئيس وفد الجامعة في مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي الذي يعقد في نيويورك الأسبوع المقبل السفير وائل الأسد عن أمله «بأن يشهد المؤتمر خطوات فعلية في اتجاه تنفيذ هذه المطالب». وشدد على رفض الجامعة ربط انضمام إسرائيل إلى معاهدة عدم الانتشار بتوقيع اتفاق سلام نهائي مع العرب، لافتا إلى أن «الدول العربية انضمت إلى المعاهدة خلال الصراع العربي - الإسرائيلي، وبالتالي لا يوجد مبرر لتتذرع بعض الدول بغياب السلام لإعفاء إسرائيل من هذا الاستحقاق».