توقعت مصادر البانية ان يتم اليوم الاربعاء الاعلان عن تشكيل حكومة لاقليم كوسوفو يشارك فيها جيش التحرير لتعزيز الموقف في أي مفاوضات مع الصرب. في غضون ذلك، واجهت القوات الصربية مقاومة عنيفة من المقاتلين الألبان على رغم سيطرتها على مزيد من القرى الألبانية وسط كوسوفو وامتداد هجماتها الى معاقلهم غرب الاقليم. من جهة أخرى رد القائم بأعمال السفارة الأميركية في بلغراد ريتشارد مايلز بعنف على تهجم الناطق باسم الحزب الاشتراكي الحاكم في صربيا ايفيتسا داتشيتش على المبعوث الأميركي الخاص الى منطقة البلقان روبرت غيلبارد. وأشار مايلز في رسالة الى داتشيتش الى انه "فوجئ بتصريحه الذي يفتقر الى الكياسة والموضوعية ولا يساهم أبداً في احراز تقدم في تسوية سلمية لمشكلة كوسوفو". واتهم مايلز الناطق باسم الحزب الاشتراكي الصربي الذي يتزعمه الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش بأنه "تعمد تزوير حقيقة الموقف الأميركي الذي يرى ان قضية كوسوفو ليست مسألة ارهاب وعصابات وانما أزمة متعلقة بالحقوق الانسانية والمدنية للألبان المقيمين في الاقليم". وكان داتشيتش اعتبر غيلبارد داعماً للانفصاليين الألبان ومسانداً للذين يعملون على تحطيم صربيا وشريكاً في الارهاب الذي يشهده اقليم كوسوفو. وعلمت "الحياة" في اتصال هاتفي مع مصادر قيادية ألبانية في بريشتينا ان الاعلان عن تشكيل حكومة لإقليم كوسوفو سيتم اليوم، وستكون برئاسة رئيس الحكومة الحالية في المنفى بويار بوكوشي الذي سيبقى مقره في المانيا في حين سيكون له ثلاثة نواب داخل الاقليم. وأوضحت هذه المصادر ان الحكومة ستتكون من 19 وزيرا "وان مشاورات تجرى مع قياديين في جيش تحرير كوسوفو للمشاركة في الحكومة بحقيبتين رئيسيتين". وأضافت المصادر القيادية الألبانية التي أبلغت "الحياة" بهذا التطور ان مشاركة جيش تحرير كوسوفو في حكومة الاقليم "ضرورية لجمع كلمة الألبان السياسيين والعسكريين وتقوية موقفهم سواء على المستوى الدولي أو في التفاوض مع حكومة بلغراد". وأفادت مصادر اعلامية في كوسوفو أمس ان المقاتلين الألبان هاجموا القوات الصربية في مواقع عدة في الطريق الرئيسية بين بريشتينا ومدينة بيتش. وأكد صحافيون كانوا يتابعون الوضع على هذه الطريق ان وحدات الشرطة الصربية "تعرضت لإطلاق نار شديد بالقرب من بلدة كييفو الواقعة قرب الطريق بين بريشتينا وبيتش". وكانت مصادر حكومة بلغراد أعلنت ان قواتها "ازاحت غالبية حواجز الانفصاليين الألبان عن الطرق الرئيسية التي تربط بريشتينا - بيتش وكلينا - كييفو". وأشارت هذه المصادر الى أن المقاتلين الألبان لا يزالون يتحصنون في عدد من الجيوب ويطلقون النار منها على وحدات الشرطة الصربية "ما استدعى ابقاء الطريق مغلقة أمام الحركة المدنية". وذكرت مصادر ألبانية ان القوات الصربية فرضت حصاراً شديداً على قرية يونيك القريبة من الحدود مع البانيا التي يسيطر عليها جيش تحرير كوسوفو. وأعربت هذه المصادر عن خشيتها من أن تشن القوات الصربية هجوماً على قرية يونيك لتدميرها بعدما كانت الطائرات الصربية احرقت قسماً من مباني القرية قبل نحو شهرين.