تحول اللقاء النقابي اللبناني الموسع الذي عقد امس في يوم عيد العمل، تمهيداً للإضراب العام المقرر غداً الخميس، الى مناسبة اطلقت خلالها صرخات الاحتجاج على «الحكومة النائية بنفسها عن حاجات مواطنيها»، وتعدتها الصرخات الى احتجاج «الحزب الشيوعي اللبناني» على التمسك الحاصل ب «هذه الحكومة على خلفية انها تؤمن الاستقرار في البلد»، موجهاً في الوقت نفسه انتقاداً شديداً لقيادة الاتحاد العمالي. ودعا رئيس «الاتحاد العمالي العام» غسان غصن في كلمة، عمالَ لبنان الى «رص الصفوف والالتفاف حول الاتحاد والمشاركة الفاعلة في الاضراب العام غداً من اجل الدفاع عن حقوقهم بالحياة الكريمة». واعلن «ان الاضراب العام يشمل كل المؤسسات العامة والخاصة والادارات الرسمية والمطار». سليمان يأمل بظروف افضل وهنأ رئيس الجمهورية ميشال سليمان العمال في عيدهم، متمنياً «ان يحمل الآتي من الأيام ظروفاً واوضاعاً افضل»، داعياً الى «الإفادة من مناخ الديموقراطية السائد عندنا منذ عقود، في وقت تسعى شعوب لتحقيقه، وإلى تضافر جهود الجميع، مسؤولين ومواطنين، فتتكاتف الأيدي وتتشابك السواعد للنهوض بالوطن ووضع مصلحته فوق كل اعتبار، بحيث تتفتح الآفاق امام مستقبل مشرق يتوق اليه اللبنانيون وطال انتظارهم له». الاتحاد العمالي وحضر اللقاء النقابي الموسع حشد من الاتحادات العمالية والنقابية في مختلف المناطق، وقال غصن في كلمته، إن العيد «يتعدى هذه السنة الاحتفال الى النضال من أجل الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية. أردناه مناسبة لإطلاق صرخات الحركة النقابية ليعلو صوت العمال من أجل مطالبة الحكومة النائية بنفسها عن حاجات مواطنيها». وأكد عدم السكوت «على حكومة تعمم الفساد وتبيح الرشوة وتحمي الاحتكار وتنحاز إلى أصحاب المال وتحيد أرباح الشركات وأصحاب الوكالات الحصرية وتجار الأبنية والعقارات عن الضرائب المباشرة وتحمل محدودي الدخل والعمال الضرائب غير المباشرة والرسوم الباهظة وتعاقب العمل والإنتاج. لن نسكت على حكومة تهدر المال العام ولا تسترجع أملاك الدولة البحرية والنهرية وسكك الحديد من غاصبيها والمقالع والكسارات من المحظوظين من الأزلام والنافذين الذين ينهشون جبالنا من دون أن تضع مخططاً توجيهياً عاماً». وجدد المطالبة ب «تثبيت سعر صفيحة البنزين والمازوت وإلغاء الضريبة عن كل أسعار المحروقات والإجازة باستعمال الطاقة البديلة من مازوت وغاز الأقل كلفة وأدنى ثمناً وأكثر حفاظا للبيئة، وتنفيذ خطة النقل العام لتمكين العمال من الانتقال للوصول إلى أماكن عملهم بطريقة منتظمة وبكلفة أدنى، ومنع أصحاب المستشفيات من تهديد المضمونين المرضى بحرمانهم حق الاستشفاء وعدم ارتهانهم لزيادة التعرفة لابتزاز الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ودفع زيادة غلاء المعيشة لموظفي ومتعاقدي ومتقاعدي القطاع العام بمفعول رجعي منذ إقرار زيادة غلاء المعيشة للقطاع الخاص». وتخلل اللقاء مداخلات، ابرزها لرئيس اتحاد المصالح المستقلة والمؤسسات العامة شربل صالح الذي ايد الاضراب العام مؤكداً المشاركة الفاعلة. الشيوعي: خذوا الاتحاد العمالي ونفذ مناصرو الحزب الشيوعي تظاهرة من نقطة البربير في اتجاه ساحة رياض الصلح في قلب بيروت، ورفعوا اللافتات الاحتجاجية على اسعار البنزين وخفض ربطة الخبز وعبء الضريبة المضافة. كما رددوا هتافات من وحي المناسبة. والقى الامين العام للحزب خالد حدادة كلمة خاطب فيها رئيس الحكومة والوزراء قائلاً: «تدّعون ان بقاء هذه الحكومة يعني الاستقرار في البلد، اي استقرار هذا؟ أهو استقرار يقوم بالعتمة نتيجة تقنين الكهرباء؟ ام يقوم بتقنين الخبز عن الفقراء؟ اهو استقرار يقوم بتقنين علبة الدواء والاستشفاء نتيجة الاضراب عن استقبال المرضى المضمونين؟»، منتقداً مقولة ان «الحكومة ستفي الدين العام من عائدات الغاز المفترضة من الشواطئ اللبنانية»، مشدداً على ان «الغاز هو ثروة وطنية ساهمت السلطة حتى الآن باضاعة قسم منها نتيجة عمليات الاختلاس والمحاصصة». ودعا الى «انشاء هيئة قضائية للتحقيق في هدر المال العام وليس هيئة برلمانية من اجل استرداد ما نهب من هذا المال»، قائلاً: «حتى إيفاء الدين العام لن تقوموا به لأنكم ستسرقونه». واعتبر حداده «ان ما قاله المعارضون في المجلس النيابي بحق الحكومة صحيح وما قالته الحكومة في وجه الحكومات السابقة صحيح ايضاً»، منتقداً «عجز الحكومة والمجلس النيابي عن صياغة موازنة متوازنة للبلد». وتوجه الى قيادة الاتحاد العمالي العام قائلاً: «خذوا الاتحاد بمبناه، لا نريده ولا نريد قيادتكم ولن نطالب بشيء منكم»، مشيراً الى ان «قرار الحزب واضح وهو انشاء مركز نقابي ديموقراطي يساري مستقل للاتحادات العمالية والنقابية المهنية والمعلمين ولنقابات المهن الحرة وللجان الشعبية وللجان العمل في المصانع لإنشاء حركة شعبية ديموقراطية، سواء اعترفوا بها أم لا». ورأى رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين كاسترو عبدالله في كلمة، «أن الاول من ايار يأتي في ظروف اكثر قسوة على العمال»، معتبراً ان «الطبقة السلطوية السارقة وحكوماتها ومعظم نوابها في واد آخر، بل اكثر من ذلك، انهم يهيئون لمشروع ايجارات ينتج عنه تهجير نحو مليون لبناني من بيوتهم الى الشارع». «التقدمي»: الف تحية واكتفى الحزب «التقدمي الاشتراكي» بإحياء عيد العمال الذي يصادف ايضاً ذكرى تأسيس الحزب باحتفالات مناطقية، وحمل موقع الحزب الالكتروني «ألف تحية للذين ليس على صدورهم قميص، في هذا الزمن العابق بحراك الشعوب العربية، في ثورات الربيع الدائم، وفي كل زمن، ألف تحية للطبقات الكادحة، التي تناضل يومياً بالعرق والدم والأرق والعناء في سبيل عيشها الكريم، وحياتها الطبيعية، وسعياً لحقوقها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية».