نفى الرئىس بيل كلينتون انباء افادت ان ادارته، وتحديدا وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت، تخلت عن عملية السلام في الشرق الاوسط، وأصر على ان تقدماً قد تحقق اخيرا. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نشرت مقالا على الصفحة الاولى اول من امس اشار الى ان اولبرايت اقرت بفشل الجهود الاميركية في دفع عملية السلام، خلال اجتماع عقدته مع وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث في التاسع من الشهر الجاري في مقر الخارجية الاميركية. واضافت الصحيفة ان اولبرايت نصحت الجانب الفلسطيني بتقديم مزيد من التنازلات خلال المحادثات المباشرة مع الاسرائيليين. ونقلت الصحيفة عن شعث قوله في مقابلة اجرتها معه ان الاميركيين "نكثوا فعلا بوعودهم" للفلسطينيين في ما يتعلق بممارسة ضغوط على اسرائيل حتى قبول المبادرة الاميركية التي قبلها الفلسطينيون مبدئيا. ورد كلينتون، عندما سئل عن هذه الانباء، بالقول: "رأيت تلك القصة ... انها غير صحيحة". واضاف: "لو كنت اعتقد بأن العملية السلمية انتهت لقلت انها انتهت. لقد واصلنا اجراء مفاوضات مكثفة حتى هذا اليوم مع الجانبين على اساس الافكار التي عرضناها سابقا، والتي كما تعرفون، وافق عليها الرئيس ياسر عرفات، ولم يوافق عليها رئىس الوزراء الاسرائىلي بنيامين نتانياهو". ولفت الى ان اولبرايت بذلت جهدا كبيرا جدا في دفع العملية السلمية، و"حققنا تقدماً غير قليل، لكن لا تزال هناك خلافات". وأصر كلينتون على ان الجانب الاميركي "لم يُلق القفاز"، وهو تعبير مستخدم عند الهزيمة في مباريات الملاكمة. وقال: "لم يلق القفاز لانني اعتقد ان من الافضل بكثير التوصل الى اتفاق وحمل الجانبين الفلسطيني والاسرائىلي الى مفاوضات المرحلة النهائية، بدل الاستسلام وترك هذه المسألة تنجرف بطريقة خطرة نحو الصراع والدمار". واوضح: "لو جاء وقت اعتقدنا فيه ان الامر ميئوس منه فسأقول ذلك. والآن فانني لست مستعداً لاقول ذلك، واعتقد انه ما تزال توجد فرصة لان نتوصل الى اتفاق وساواصل العمل لهذه الغاية". الى ذلك، نفى الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس روبن ما جاء في مقال "واشنطن بوست"، ووصفه بانه "رواية وهمية". وزاد: "تكلمت مع اولبرايت وهي لا تعتقد ان ليس لديها امل في ان الاسرائىليين سيوافقون على الافكار التي طرحتها ولم تقل لأحد ذلك. ... وثانيا، فهي لم تقل لاحد في الاسابيع او الاشهر الاخيرة اننا سنعلن في تاريخ محدد المبادرة الاميركية. وفي النقطة الثالثة التي وردت في المقال، فان ما نقل عن مسؤول فلسطيني لا يعكس وجهة النظر الفلسطينية". واضاف: "لا يرى الفلسطينيون اننا تراجعنا ويعتبرون جهودنا بناءة ويرغبون في ان نتابعها". وأقر روبن بعدم وجود خطط لارسال المنسق الاميركي لعملية السلام السفير دنيس روس الى المنطقة، لكنه لم يستبعد هذه الرحلة في المستقبل. وأعرب روبن عن تفهمه للاحباط الذي يشعر به كثيرون بسبب بطء ايقاع عملية السلام، لكنه حض الجميع على "الصبر" الا اذا اعلنت واشنطن فشل عملية السلام، وعندها "ستتصرف الولاياتالمتحدة على هذا الاساس".