اكدت المفوضية الأوروبية رفضها دعوات "إقصاء" اسرائيل من خطة الشراكة الأوروبية - المتوسطية "لأن هذا الاجراء العقابي سيؤدي الى تعزيز صفوف مناهضي مستقبل الشراكة الأوروبية - المتوسطية". وأوضح ديبلوماسي أوروبي لپ"الحياة" ان موقف المفوضية "يعكس قاسماً مشتركاً بين غالبية البلدان التي لا ترفض الضغط على اسرائيل وأقلية تتحفظ عن كل اسلوب عقابي تجاهها". وكان نواب اعضاء الجمعية البرلمانية للتعاون العربي - الأوروبي بعثوا برسالة الى المفو ضية والى كل من وزراء خارجية البلدان الاعضاء في الاتحاد الأوروبي يطالبون فيها بتعليق عضوية الدولة العبرية في مسيرة الشراكة الأوروبية - المتوسطية بسبب مسؤولية حكومتها في انهيار عملية السلام. وذكر رئيس المفوضية جاك سانتير فى رده على النواب اعضاء الجمعية بأنه يشاركهم "القلق حيال الخطر الذي يمثله جمود عملية السلام على السلام والاستقرار في المنطقة". وعقب المفوض الفلسطيني في بروكسيل شوقي الارملي بأن موقف المفوضية "يمليه حرصها على انجاح خطة الشراكة الاوروبية - المتوسطية". وتوقع الارملي ان يتزايد الضغط الأوروبي على اسرائيل في حال أعلنت الادارة الاميركية فشل مبادرتها. وقال جاك سانتير في خطابه الى الجمعية البرلمانية للتعاون العربي - الأوروبي ان البلدان الاعضاء ال 15 تعي خطر جمود مسيرة السلام وتبعاته السلبية على برامج الشراكة الأوروبية - المتوسطية. "إلا ان الاتحاد يعتقد ان مسألة تجميد عضوية اسرائيل في خطة الشراكة غير مناسبة حتى مع بقائه الاتحاد متمسكاً بشدة بمبدأ الأرض مقابل السلام". ويرى سانتير ان افتراض تسليط عقوبات ضد اسرائيل "سيخلق سابقة داخل مسيرة برشلونة التي تعد اليوم الاطار الوحيد المتعدد الأطراف الذي يجمع البلدان العربية واسرائيل". ورأى ديبلوماسي أوروبي ان البلدان الأوروبية "تتفادى المواجهة مع اسرائيل لأنها تخشى ان ترد الدولة العبرية على عقوباتها بصد أبواب تل ابيب أمام الوسيط الأوروبي ميغيل انجيل موراتينوس الذي يجسد في نظرها الدور الأوروبي في عملية السلام". ومن ناحيته أوضح مفوض الشؤون المتوسطية مانويل مارين في رده على خطاب النواب اعضاء الجمعية بأن الاتحاد الأوروبي "بذل كل جهوده خلال الأشهر الأخيرة من أجل احياء مسيرة السلام وبشكل خاص من أجل ضمان تنفيذ الاتفاقات المبرمة بالكامل" وذلك في اشارة الى انتهاكات الدولة العبرية اتفاق الشراكة الذي ابرمته مع الاتحاد الأوروبي وتعطيلها من جهة اخرى تنفيذ الاتفاق الثنائي المبرم بين الاتحاد والسلطة الوطنية الفلسطينية. وكانت المفوضية أحالت على المجلس الوزاري تقريراً مفصلاً عن انتهاكات اسرائيل وتصديرها منتجات المستوطنات بشهادات مزورة وكذلك عن مختلف العراقيل والخسائر الاقتصادية التي يتكبدها الفلسطينيون جراء الحصار الاسرائيلي وتعطيل حركة المبادلات بين أراضي الحكم الذاتي والسوق الأوروبية. وعقد الجانبان الاسرائيلي والأوروبي الى حد الآن جولتين من المفاوضات لحل مشاكل تزوير شهادات المنشأ من دون التوصل الى نتائج ملموسة. وتحظى المفوضية في هذا الشأن بدعم المجلس الوزاري والبرلماني الأوروبي، الا ان الدعم لا يصل الى حد الموافقة على اتخاذ الإجراءات العقابية ضد الدولة العبرية أو إقصائها من خطة الشراكة الأوروبية - المتوسطية الى حين تراجعها عن انتهاك الاتفاقات المبرمة. وقال المفوض مانويل مارين في خطابه الى النواب اعضاء الجمعية البرلمانية للتعاون العربي - الأوروبي ان مسيرة برشلونة "تمثل الآلية السياسية الوحيدة التي تلتقي كل الاطراف المعنية في ظلها".