دعت الجمعية البرلمانية للتعاون العربي الاوروبي الاتحاد الاوروبي الى "تعليق عضوية اسرائيل في مسيرة الشراكة الاوروبية - المتوسطية" اذا استمرت في تعطيل مسيرة السلام. وأبلغت الجمعية موقفها الى الرئاسة البريطانية خلال اجتماع وفد الجمعية مع وزير الدولة للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت ظهر أول من امس في لندن. وقال الأمين العام للجمعية البرلمانية جان ميشيل ديمون ل "الحياة" ان وزارة الخارجية البريطانية تأمل في ان تؤدي اللقاءات الثنائية التي ستحتضنها لندن في الرابع من الشهر المقبل، بين وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت وكل من الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، الى عقد لقاءات ثلاثية "اميركية - اسرائيلية - فلسطينية" أو رباعية بمشاركة الاتحاد الاوروبي ممثلاً بوزير الخارجية البريطاني روبين كوك. واعتبر فاتشيت من جانبه ان جمود الوضع الراهن "يعني التراجع عن مقتضيات العملية السلمية"، وقال لوفد الجمعية البرلمانية العربية - الاوروبية ان الاتحاد "سيبدي خلال اجتماعات لندن استعداده للمساهمة في الجهود المبذولة لكنه لا يفرض دوره". ونقل ديمون عن فاتشيت قوله ان بلاده ترى ان "قيام الدولة الفلسطينية مسألة حتمية بل ومحبذة". ويثير تنظيم اجتماعات لندن انتقادات في بروكسيل تستهدف بريطانيا لأنها لم تدع حتى يوم امس المفوضية الاوروبية للمشاركة في الاجتماعات وقال ديبلوماسي اوروبي ان تغييب المفوضية "لا يزيد في صدقية سياسة الاتحاد وتطلعه للاضطلاع بدور سياسي في مسيرة السلام". وكان مفوض السياسة المتوسطية مانويل مارين وصف المفارقة بين ضعف الدور السياسي الاوروبي في عملية السلام وارتفاع مساهمته الى ستين في المئة من المعونات التي تقدمها المجموعة الدولية الى الفلسطينيين "كمن يمتلك أكثر من نصف أسهم مؤسسة لكنه يحرم من عضوية مجلس ادارتها". وذكر الأمين العام للجمعية البرلمانية ان اعضاء الوفد دعوا في الاجتماع مع فاتشيت الى المبادرة بتعليق عضوية اسرائيل في مسيرة الشراكة الاوروبية - المتوسطية لأن حكومة اسرائيل ترفض تنفيذ اتفاقات المرحلة الانتقالية ولان سياساتها تتسبب في تعطيل مسيرة السلام من جهة وفي شلل مسيرة الشراكة الاوروبية - المتوسطية التي وضعت قبل اكثر من عامين في برشلونة من جهة اخرى. ولم يساير فاتشيت اقتراح النواب اعضاء الجمعية "لأن الرأي العام الاسرائيلي يجهل اهمية خطة الشراكة الاوروبية - المتوسطية". وبرز في اجتماع النواب مع فاتشيت الاختلاف في شأن مشكلة الحظر المفروض على كل من ليبيا والعراق، اذ أكدت الجمعية البرلمانية "الحاجة الى طرح جديد يأخذ في الاعتبار مصالح اوروبا التي، لا تلتقي بالضرورة وفي جميع الحالات، مع مصالح الولاياتالمتحدة"، فيما أكد المسؤول البريطاني ضرورة خضوع ليبيا والعراق لقرارات مجلس الأمن. وعن مشكلة الارهاب في الجزائر، تحدث ديمون عن "تطابق وجهات النظر بين النواب وممثل الرئاسة البريطانية في شأن القلق ازاء مسائل انتهاكات حقوق الانسان وتعدد اشكال الارهاب في الجزائر".