فيما صوتت غالبية أعضاء لجنة التوجيه الوطني في البرلمان الأردني مع قبول مناقشة قانون المطبوعات مادة مادة أول من أمس انقض مقرر اللجنة النائب محمود الخرابشة على النائب حمادة الفراعنة المشهور بمواقفه التطبيعية وانتزعه من كرسيه وطرحه أرضاً وداسه وصفعه وركله مرات وكاد يخنقه لولا تدخل النواب الحاضرين. وتقول أوساط نيابية إن سبب العراك يرجع إلى مواقف النائب الفراعنة "في التطبيع والوحدة الوطنية" وليس بسبب اتهام الفراعنة للخرابشة، تلميحاً ب "المزاودة السياسية". إذ صوت النائب الخرابشة، وهو مدير سابق لمخابرات الزرقاء ثاني أكبر المدن الأردنية، مع رد القانون وشاركه في ذلك نائب الزرقاء اليساري بسام صدادين، وبعدها قال الفراعنة إنه يصوت مع رد القانون "من باب المزاودة السياسية بما أن المزاودين كثر". وعندئذ طلب منه الخرابشة أن يتكلم في موضوع القانون، فطلب منه الفراعنة عدم التدخل فقام الخرابشة بإلقاء منفضة سجائر عليه وانقض عليه وانتزعه من كرسيه وطرحه أرضاً وداس على رقبته وصفعه وركله مرات وأمسك برقبته إلى أن تدخل عدد من النواب الحاضرين، حسب ما أكد نواب شهدوا الواقعة. قال الخرابشة للفراعنة أثناء العراك إن ثمة نائبين مريضين لا بد من اخراجهما من المجلس لموقفهما العنصري المضاد من الوحدة الوطنية. وزاد: "مكانك في الكنيست عند نتانياهو. هذا مجلس يمثل الشعب الأردني النظيف بكل أطيافه". ويقول نواب إن الفراعنة لم يستطع ابداء مقاومة تذكر اللهم إلا دفع بعض أكواب الماء وفناجين القهوة أمام الخبرات القتالية للضابط المتقاعد. وتمكن النواب من الفصل بين النائبين بعدما كاد الفراعنة يختنق، وتمزقت ملابسهما. وبعدها حضر رئيس مجلس النواب سعد هايل السرور وطلب منهما المصالحة، فما كان من الفراعنة إلا أن قال إن "الباشا الخرابشة مثل أخي الكبير وتوجه نحوه وقبل رأسه". ووصف الفراعنة المشاجرة بأنها "خلاف عادي نتيجة سوء فهم بين الزملاء"، موضحاً أن تدخل رئيس مجلس النواب أفضى إلى "المصالحة والاحترام المتبادل". وقال إن الخرابشة "زميل أكن له كل الاحترام". وزاد: "خلاف وجهات النظر حيوي وصحي"، وسئل ان كان للقضية تبعات، فأجاب: "من جانبي انتهى الموضوع ولا تبعات". وتلقى النائب الخرابشة التهاني من النواب والمواطنين وموظفي مجلس النواب بعد ضربه النائب الذي زار الكنيست الإسرائيلية مصطحباً معه النائب محمد رأفت، الأمر الذي جعل نواب المعارضة في حينها يقاطعون جلسة مجلس النواب مما افقدها نصابها. وكان الشيخ محمد رأفت موجوداً عندما حدثت المشاجرة، لكنه لم يتدخل اطلاقاً. وقد وعد أربعة نواب، حتى الآن، النائب الخرابشة بإهدائه بدلات وأحذية جديدة بدل ما تلف من ملابسه بفعل العراك. ومن المفارقات ان الفراعنة كان عضواً في فصيل فلسطيني راديكالي، وعمل بعدها كاتباً صحافياً، إلا أنه متحمس جداً للتطبيع إلى درجة أن صاحب مطعم في مدينة جرش الاثرية طرده عندما دعا السفير الإسرائيلي إلى الغداء قبل نحو شهر، وعلى رغم عمله في الصحافة، إلا أنه انحاز إلى جانب الحكومة في مشروع قانون المطبوعات. في المقابل، فإن النائب الخرابشة الذي عمل أكثر من عشرين عاماً في المخابرات الأردنية انحاز إلى الصحافة لدرجة تلقيبه ب "نقيب الصحافيين في مجلس النواب". ويؤكد الخرابشة أن قانون المطبوعات الذي سيخرج من مجلس النواب سيكون متقدماً على القانون السابق لعام 1993 وسيحافظ على مكتسبات الصحافة ووجه البلد الديموقراطي.