أعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ظهر أمس أن اللقاءات الفلسطينية - الإسرائيلية التي عقدت خلال الأيام الثلاثة الماضية "انتهت"، مما يعني عدم عقد مزيد من الاجتماعات بين الجانبين. وأشار في الوقت نفسه إلى موافقة الجانب الفلسطيني على إعادة الكرة إلى الإدارة الأميركية في تعقيبه على دعوة وزير الدفاع الإسرائيلي اسحق موردخاي الولاياتالمتحدة إلى ايفاد مسؤولين أميركيين كبار للتوسط مجدداً في المفاوضات التي يبدو أنها لم تسفر عن شيء. واعتبر عرفات دعوة موردخاي "جزءاً من المماطلة الإسرائيلية"، و"محاولة إسرائيلية لإعادة الكرة إلى الأميركيين"، لكنه قال: "نحن لسنا ضد ذلك". وكان عرفات يتحدث إلى الصحافيين في ختام محادثات أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شمعون بيريز صباح أمس في مقر اقامته في غزة. ومن جانبه، أكد بيريز ضرورة استمرار عملية السلام رغم الصعوبات التي تعترض طريقها. وعبر عن اقتناعه بأن هذه الصعوبات يمكن التغلب عليها، مشيداً في الوقت نفسه بقبول الجانب الفلسطيني المبادرة الأميركية. ودعا وزير الدفاع الإسرائيلي الولاياتالمتحدة أمس إلى ايفاد مسؤولين أميركيين كبار إلى المنطقة ل "سد الفجوات والتوصل إلى اتفاق لدفع عملية السلام إلى أمام". وامتنع موردخاي عن الدعوة صراحة إلى عقد قمة أميركية - فلسطينية - إسرائيلية، إلا أنه قال: "من الضروري أن تشارك أعلى المستويات من قبل الأميركيين والفلسطينيين والإسرائيليين" في المحادثات. وقال في تصريحات صحافية: "المطلوب الآن وصول مبعوثين أميركيين من الولاياتالمتحدة، إما دنيس روس أو حتى من مستوى أعلى". وجاءت تصريحات الوزير الإسرائيلي بعد ختام الجولة الثالثة من المحادثات الإسرائيلية - الفلسطينية والتي استمرت حتى فجر أمس الأربعاء. وقال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس عرفات، إن الجولة كانت "بدون أي نتيجة". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو شدد لهجته ازاء المحادثات قبل بدء الجولة الثالثة مساء الثلثاء. وقال في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي إنه لا يريد التركيز على مسألة إعادة الانتشار وحدها، بل سيركز على قضايا عدة أخرى مثل تسليم المطلوبين الفلسطينيين لدى الدولة العبرية وتقليص عدد أفراد الشرطة الفلسطينية. وأضاف: "هنالك على الأقل ثماني أو تسع قضايا أريد اجابات محدد بخصوصها جميعاً". وعكست التصريحات التي أدلى بها موردخاي قبل ساعات من اعلان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن وقف المحادثات المباشرة بين الطرفين عمق الخلافات القائمة بين الجانبين. وأعرب موردخاي، مع ذلك، عن اعتقاده بأن "الفجوات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ليست واسعة". وكان موردخاي ترأس الوفد الإسرائيلي في أول لقاء على مستوى عالٍ مع الفلسطينيين الأحد الماضي بعد توقف دام ستة أشهر أعلن بعده عن امكان التوصل إلى "اتفاق وشيك" مع الفلسطينيين في شأن إعادة الانتشار الثانية للجيش الإسرائيلي في الضفة الفلسطينية، فيما أكد الجانب الفلسطيني أن موردخاي لم يقدم أي شيء جديد في هذا اللقاء. واعتبر الرئيس عرفات دعوة موردخاي "جزءاً من المماطلة الإسرائيلية"، وقال في تصريحات صحافية إن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى تضييع المزيد من الوقت. وعقدت اللجنة المركزية لحركة "فتح" ليل الثلثاء - الأربعاء اجتماعاً في غزة ناقشت خلاله الوضع السياسي الراهن والوضع الداخلي الفلسطيني. وقالت مصادر الحركة إن عرفات وضع اعضاء اللجنة المركزية في صورة اللقاءات الأخيرة التي عقدت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والاتصالات التي جرت مع الإدارة الأميركية، إضافة إلى المشاورات الجارية بين القيادة الفلسطينية والقيادتين المصرية والأردنية. وقالت هذه المصادر إن الإدارة الأميركية أظهرت خلال المحادثات التي جرت في واشنطن بين الوفد الفلسطيني الذي ضم كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث بعض التراجع عن بنود احتوتها المبادرة الأميركية. وقالت مصادر الحركة إن المحادثات الأخيرة التي اقترحت واشنطن اجراءها بين الطرفين، ينبغي ان تكون أوضحت للأميركيين ان الموقف الفلسطيني ثابت من قضية عدم قبول إدخال أي تعديلات على هذه المبادرة