لاغوس، أبوجا - أ ف ب، رويترز - ذكرت صحيفة "ديلي تايمز" أمس ان الشرطة النيجيرية أغلقت مقار خمسة احزاب سياسية اعلن الرجل القوي في البلاد الجنرال عبدالسلام ابو بكر حلها أول من أمس، فيما يتوقع نيجيريون ظهور عشرات الأحزاب السياسية الجديدة. ومنع عناصر مسلحون من الشرطة المسؤولين عن الاحزاب الخمسة التي أسسها ومولها نظام الجنرال ساني أباشا سلف الجنرال ابو بكر، من دخول مكاتبهم السابقة وفق ما اوضحت الصحيفة. وتابعت ان هذا الاجراء هدفه ضمان عدم نقل معدات وتجهيزات تم شراؤها باموال عامة. وفي بيان نشر أول من أمس اوضح مكتب الجنرال أبو بكر ان الحكم العسكري وافق على تعيين ضباط لادارة شؤون الأحزاب السياسية الخمسة السابقة حتى اشعار آخر. وتابع ان "التعيينات تدخل حيز التنفيذ فوراً". وكان أبو بكر اعلن في خطاب ليل الاثنين حل الاحزاب الخمسة مشيرا الى ان في امكان النيجيريين تشكيل احزاب سياسية مستقلة جديدة للمشاركة في انتخابات "حرة" ُتجرى خلال الفصل الاول من 1999. واستعد النيجيريون المتعطشون الى الديموقراطية لتأسيس أحزاب سياسية جديدة آملين نهاية عقود من الحكم العسكري. وتوقع سياسيون ان تظهر عشرات الأحزاب الجديدة خلال الاسابيع المقبلة. وأعلنت جماعتان سياسيتان على الاقل انهما ستؤسسان حزباً جديداً في وقت لاحق أمس. ويضغط الكثير من الزعماء السياسيين على الجيش من اجل السماح بالنشاط لكل ما يظهر من الاحزاب الجديدة. وتجمع سياسيون من عهد أباشا للاعداد لتشكيل حزب جديد. وقالت مجموعات اخرى انها دعت الى عقد اجتماعات في سائر انحاء البلاد لمناقشة تشكيل الاحزاب او للضغط على ابو بكر للوفاء بوعده بنقل السلطة. كما اجتمع زعماء التحالف الديموقراطي القومي الذي ايد ابيولا في مطالبته بالرئاسة في جو تسوده الخيبة بعد رفض اقتراحه تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال السياسي البارز ادوين اوبيكو: "آمل ان تسجل لجنة جديدة مستقلة للانتخابات الاحزاب كافة". وأضاف انه بعدما رفض الرئيس ابو بكر تمويل الحكومة للاحزاب السياسية لا يوجد سبب منطقي للحد من اعداد المتنافسين في الانتخابات التي وعد باجرائها. وزاد: "من الطبيعي ان تتلاشى الاحزاب الصغيرة". واتهم كثير من النيجيريين الأنظمة العسكرية السابقة بالسماح بتأسيس الاحزاب الموالية للجيش واعتبروا ان هذا كان سبباً لفشل محاولات انهاء الحكم العسكري منذ 1960، عدا عشرة اعوام. وخلال الانتخابات التي أنهت اول فترة طويلة من الحكم العسكري في 1979 تقدم اكثر من 50 حزباً للتسجيل الا انه لم يوافق الا على خمسة فقط. وخاض حزبان انتخابات 1993 التي ادى الغاؤها قبل اعلان النتائج الى انزلاق نيجيريا الى الفوضى ما فتح الباب امام استيلاء الجنرال أباشا على السلطة. واودع رجل الاعمال الجنوبي موشود ابيولا الذي كان اوشك على الفوز في الانتخابات السجن بعد اعلان نفسه رئيساً للدولة. وينتمي معظم حكام نيجيريا، بينهم ابو بكر وأباشا وابراهيم بابانغيدا، الى الشمال. وكان الطريق امام الديموقراطية الجديدة افتتح بالوفاة المفاجئة لأباشا فيما كان يعد لانتخابات يكون فيها المرشح الوحيد. كما أزاحت وفاة ابيولا المفاجئة ايضاً مطالبته بالرئاسة من الساحة السياسية. وحدد ابو بكر موعدا لاجراء الانتخابات الرئاسية في الربع الاول من 1999 وتسليم السلطة في 29 أيار مايو الى المدنيين. وقال ابو بكر في كلمة ألقاها أمام ضباط اكاديمية الحرب الوطنية: "الديموقراطية هي الموضوع، وكلما أسرعنا بها كان ذلك افضل لبلادنا ولنا في الجيش".