لاغوس - رويترز - أزاحت وفاة الزعيم النيجيري المعتقل مسعود ابيولا والدكتاتور ساني اباشا الشخصيتين الرئيسيتين المعوقتين لأي محاولة جديدة لاحلال الديموقراطية في نيجيريا. ولكن التنافس العرقي المتأصل، وهو العقبة الكبرى امام اقامة حياة ديموقراطية سليمة، والذريعة لاستمرار الحكم العسكري اثبت من خلال اعمال شغب استمرت اياما انه الأقوى. وقال سياسي نيجيري من الشمال طلب عدم نشر اسمه "الآن بعدما مات ابيولا وأباشا يمكننا البدء من جديد. ما من احد الآن يزعم ان لديه تفويضا من الشعب، وأمامنا فرصة طيبة للغاية". ولكن في يوروبا مسقط رأس ابيولا بجنوب غربي البلاد، لا تتركز الاحاديث عن الفرص، بل عما اذا كانت الدولة التي يقطنها 104 ملايين نسمة يمكنها البقاء، اصلاً، بعد اعمال شغب استهدفت الشمالىين وقتل فيها نحو 60 شخصا على مدى ثلاثة ايام. ولم تقع حتى الآن اي اضطرابات خارج منطقة جنوب غربي البلاد. وقال المحامي جاني فاوهينمي الموالى لأبيولا والمعارض المخضرم "اعتقد جازما ان وجود نيجيريا كدولة موحدة اصبح الآن موضع شكك". وحتى الآن أبدى الجنرال عبدالسلام ابو بكر الشمالى الذي تولى السلطة بعد موت اباشا كل الدلائل التي تشير الى رغبته في احتواء الغضب بأسلوب سلس من دون ارسال قوات تقمع الاضطرابات بنيران البنادق كما كان يمكن ان يفعل اباشا. وحقيقة ان مبعوثاً أميركياً كان مع ابيولا عندما سقط وانه لم يمت في سرية ساعدت من دون شك على منع سقوط البلاد في فوضي اوسع نطاقاً. وأجرى أطباء اجانب تشريحا لجثمانه ولكن التصريحات الرسمية تقول انه توفي متأثرا بأزمة قلبية. وجاء تخفيف احكام بالاعدام صادرة على ستة من عشيرة ابيولا دينوا بالتامر لقلب نظام اباشا في نيسان ابريل الماضي بمثابة بادرة مصالحة. ولكن مستقبل نيجيريا في الاجل الطويل كدولة تتولى السلطة فيها حكومة مدنية منتخبة ومستقرة امر لا يعتبره الكثيرون رهانا مضمونا حتى لو كان ابوبكر جادا كما يقول في تنفيذ خطة لاحلال الديموقراطية. وقال محرر في صحيفة تصدر في لاغوس "الكل يعرف ان معظم الذين قتلوا في الاضطرابات من الشمال ولكننا لا ننشر ذلك لأننا نعرف الى اي شيء يمكن ان يؤدي نشره... انها مسألة كسب وقت". والتناحرات العرقية لا تتعلق بالسلطة السياسية وحدها، بل تتعلق بالبقاء الاقتصادي في دولة صناعتها التصديرية الوحيدة تقريبا هي انتاج النفط الخام الذي توزع الحكومة عائداته. ولا يساعد في هذا الاطار ان النفط كله في الجنوب وليس لدى الشمال سوى اراض زراعية ورعوية جدباء. وعندما حاول الجنوب الشرقي الانفصال في الستينات تحول الامر الى حرب اهلية قتل فيها مليون شخص قبل القضاء على الانفصال. والآن إذ يسود شعور في الجنوب الغربي بأن دوره جاء لتولي السلطة يشعر الكثيرون في الشرق بأنهم هم الذين حرموا طويلا من ذلك ناهيك عن اكثر من 200 مما يسمى جماعات اقلية عرقية. وقال اودينتا و. اودينتا المتحدث باسم اتحاد الانتداب الشرقي "التوتر شديد. اذا لم يحدث تغيير في وقت قريب فسيتفجر الشرق بكامله بما فيه المناطق النفطية". وأضاف "الصراع مستمر من اجل اعادة هيكلة البلاد على اسس عرقية القوميات العرقية قلقة اكثر من أي وقت مضى". والانقسامات العرقية، والاعتقاد بأن نيجيريا لا يمكن ان تظل موحدة ما لم تحكم بقبضة من حديد هما الذريعة التي بررت بقاء العسكر في السلطة منذ استقلال نيجيريا عن بريطانيا عام 1960 باستثناء عشر سنوات فقط. وقال مصرفي غربي "يعتقد الكثيرون ان الحل هو نوع من الدكتاتور العادل ولكن اذا اعتمدت على الحظ يمكن ان ينتهي بك الامر الى شخص مثل اباتشا وجيش ليس سوى حزب سياسي مزود بالسلاح".