أبوجا - رويترز - عقدت أمس في نيجيريا قمة مصغرة حضرها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ورئيسا ليبيريا وسيراليون والحاكم العسكري الجديد لنيجيريا. وذكر مسؤولون نيجيريون ان جدول أعمال الاجتماع ركز على قضية الأمن في غرب افريقيا حيث تقود نيجيريا قوات خاصة لاقرار النظام وإعادة الحكم المدني الى ليبيريا وسيراليون. وقال مسؤول في وزارة الخارجية النيجيرية: "كل الأطراف في حاجة الى مناقشة الخطوات التي يجب اتخاذها بالنسبة الى الأمن الاقليمي". وتشارك نيجيريا بقوة في ديبلوماسية غرب افريقيا منذ فترة حكم ساني اباتشا الذي رأس حتى وفاته في الثامن من حزيران يونيو المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا. وكان مقرراً أيضاً ان يجتمع أنان مع زعيم المعارضة النيجيرية المعتقل موشود ابيولا الذي يطالب بتولي رئاسة البلاد استناداً الى نتائج انتخابات سابقة الغيت، وهي قضية فجرت الأزمة السياسية الحالية في البلاد. وأعرب مصدر حكومي رفيع عن أمله في أن ينجح الأمين العام للمنظمة الدولية، الذي اجتمع مع الحاكم العسكري الجديد لنيجيريا الجنرال عبدالسلام أبو بكر، في التوصل الى سبيل لاخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها منذ الغاء نتائج انتخابات 12 حزيران يونيو 1993 التي كان فوز ابيولا فيها مرجحاً. وقال المصدر: "نأمل في أن يتمخض الاجتماع عن نتائج ايجابية. يجب أن يدرك ابيولا ان الاصرار على نتائج انتخابات 12 يونيو لن يمهد الطريق أمام البلاد للسير قدماً وهو ما تحتاج إليه فعلاً". وكان الأمين العام للامم المتحدة وصل الى نيجيريا الاثنين للقاء الحاكم العسكري الجديد والدعوة الى اجراء اصلاحات ديمقراطية واحترام حقوق الانسان. وقال أنان، وهو غاني الجنسية، لتلفزيون نيجيريا لدى وصوله الى نيجيريا الاثنين: "أنا سعيد باستجابة القيادة الحالية لمشاكل البلاد. نيجيريا دولة مهمة في المنطقة واعتقد ان قيادة ديمقراطية للبلاد ستستطيع ان تخرج احسن ما فيها". وزيارة أنان اشارة على ثقة جديدة في الحاكم العسكري ابو بكر وتعهده باجراء انتخابات حرة وانهاء العزلة التي وصلت اليها نيجيريا في ظل حكم اباتشا السابق. وقال أنان في مؤتمر صحافي في فيينا قبل سفره الى نيجيريا: "سأفعل ما في وسعى لإعادة نيجيريا الى الحكم الديموقراطي، اني متفائل كثيراً بالمحادثات مع الجنرال ابو بكر". وكشف ابو بكر عن اختلاف نظام حكمه عن حكم الحاكم العسكري السابق بالافراج عن معتقلين سياسيين لكنه لم يوضح بعد الدور الذي ستلعبه نيجيريا تحت قيادته في المنطقة. ومنذ وفاة اباتشا انفتحت نيجيريا على العالم الخارجي بعد العزلة التي فرضت عليها بسبب سجلها في انتهاك حقوق الانسان وغياب الديموقراطية عن مسرحها السياسي. وتزامنت زيارة أنان مع زيارة اميكا انيوكو الامين العام للكومنولث، كما جاءت بعد زيارة توني لويد، الوزير في وزارة الخارجية البريطانية ممثلاً للاتحاد الاوروبي الجمعة الماضي. وتعهدت الولاياتالمتحدة اكبر شريك تجاري لنيجيريا المنتجة للنفط بارسال وفد رفيع المستوى الى نيجيريا قريباً.