تحول "معرض الزهور الدولي" الذي اقيم اخيراً في حديقة "تشرين" وسط دمشق، الى مناسبة لهرب دمشقيين من حر الصيف الذي شهد موجات عالية هي الاقسى منذ اعوام. والدمشقيون الذين يهوون الانفلات في احضان الطبيعة يستغلون اي مناسبة عامة متاحة للتعبير عن هواياتهم فيصطحبون اطفالهم ويخرجون للنزهة مسلحين بكامل عتادهم "السيراني" من الطعام والشراب وأدوات التسلية واللعب. وعلى رغم ان معرض هذا العام لم يكن في مستوى المعارض السابقة اذ اقتصرت المشاركة فيه على ثلاث دول عربية وثلاث اجنبية وغابت انواع الزهور الشامية كالياسمين و"الجوري" عن معظم الاجنحة، لا يزال يعتبر تظاهرة سياحية وثقافية سنوية تعمل على تنشيط السياحة الداخلية الشعبية وتستقطب عدداً من السياح العرب والاجانب. وشهدت الدورة الحالية للمعرض الذي صادف افتتاحه انعقاد مجلس وزراء السياحة العرب، افتتاحاً كرنفالياً شارك فيه عدد من وزراء السياحة العرب والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد واستمتعوا بعروض فولكلورية لفرق من المحافظات السورية. معرض الزهور الدولي عبر سنواته الست والعشرين ضمن خطة لايصال الثقافة السياحية السورية، لذلك يعمد المشاركون لا سيما المحليون الى ابراز الطابع الدمشقي عبر ابتكار التصاميم المميزة لأجنحتهم من بيوت دمشقية تتخللها البحرة الشامية او الشلال يتوزع فيها الاخضرار والياسمين والفل والرمان والنانرج والجلنار وعريشة العنب وغيرها ليضفي روعة تاريخ الورود في سورية التي نشرت لفة البصر والاحساس الجمالي... في واحدة من اكبر الحدائق الطبيعية في بطن جبل "قاسيون"، يخترقها نهر بردى طولياً. ولجأ المشاركون من القطاع الخاص الى استغلال الفرص التي يتيحها المعرض من اقبال جماهيري لافت فعرضوا نباتات الزينة الطبيعية والاصطناعية وانتاجهم من العسل والادوية المصنعة يدوياً المستخلصة من رحيق الزهور والنباتات المختلفة للعلاج، لا سيما تلك التي تختص بجمال المرأة وبشرتها. ولتوثيق الحدث الدمشقي لا بد ان تظهر في معالم المعرض اجنحة لعرض الصناعات التقليدية كالسيوف الدمشقية المشهورة والزجاج المعشق والبروكار ومعظم المهن اليدوية التي تشتهر فيها سورية.