فقدت واردات دبي من الذهب زخمها التصاعدي في النصف الأول من 1998 بعد أن انخفض حجم الواردات بنسبة كبيرة بلغت 20 في المئة، ليبلغ اجماليها 244 طناً، في مقابل واردات بلغ حجمها في النصف الأول من 1997 307.8 طن. وجاء انخفاض واردات الذهب في دبي، التي تعتبر أكبر مركز عالمي لتجارة سبائك الذهب، نتيجة تراجع واردات الأسواق الهندية، التي تعتبر من بين أكبر أسواق العالم استهلاكاً للمعدن الأصفر، وتلبي الهند جزءاً كبيراً من احتياجاتها من الذهب عن طريق دبي. وقال تجار في دبي ل "الحياة" ان النصف الأول من 1998 وتحديداً في الربع الثاني شهد تراجعاً في إعادة التصدير الى الهند نتيجة عوامل عدة، أبرزها انخفاض الطلب في الأسواق على الحلي والمصوغات الذهبية على رغم الانخفاض النسبي في أسعار المعدن الأصفر نتيجة للأوضاع غير الجيدة للاقتصاد الهندي، في حين أخذ بعض المستوردين الهنود يستورد الذهب مباشرة من الأسواق الرئيسية في أوروبا وجنوب افريقيا مع تخفيف الحكومة الهندية قيود الاستيراد. وكانت الحكومة الهندية أعلنت العام الماضي تحرير قواعد استيراد الذهب وسمحت لثلاث شركات تابعة للدولة وثمانية مصارف بحرية استيراد الذهب وبيعه في السوق المحلية التي تعد أكبر أسواق العالم استهلاكاً للذهب. وقال التجار: "ان استيراد الذهب في الهند زاد أيضاً بعد قرار الحكومة الهندية في كانون الأول ديسمبر بالسماح للهنود العاملين في الخارج بادخال عشرة كلغ من الذهب كل ستة أشهر برسوم استيراد قدرها 220 روبية 6.13 دولار للعشرة غرامات، وكان يُسمح لهم سابقاً باستيراد خمسة كلغ فقط، لكن تلك المشتريات متواضعة مقارنة بحجم الاستهلاك داخل الأسواق الهندية". وقال مسؤول في مجلس الذهب العالمي ل "الحياة" ان الانخفاض في واردات دبي لا يدعو للاحباط نظراً للنمو الهائل الذي سجلته واردات الإمارة من الذهب العام الماضي، وكان قياسياً ولم يكن متوقعاً على الاطلاق حيث بلغ 660 طناً قيمتها سبعة بلايين دولار بعدما كان عام 1996 نحو380 طناً. وأضاف: "من الأجدر التريث قليلاً قبل استخلاص النتائج بخصوص تأثير تحول الهند للاستيراد المباشر للذهب من أوروبا بدلاً من دبي". وأشار الى انه عندما خطت الهند خطواتها الأولى على طريق تحرير استيراد الذهب عام 1996، تراجعت واردات الإمارة في الربع الأول من ذلك العام بواقع 13 طناً عن مستويات العام الأسبق، إلا أنها سجلت نمواً بمعدل عشرة في المئة على مدار العام. وكان رئيس مجلس الذهب العالمي دونالد إم. مورلي قال في دبي الشهر الماضي ان انفتاح الأسواق الهندية، وانخفاض واردات دبي من الذهب لن يزعزع مكانتها ك "مدينة الذهب"، معتبراً أن كمية الواردات لم تمنح دبي هذا اللقب بل النوعية التي تقدمها للمستهلك، والأسعار التي تعتبر الأرخص في العالم، ثم التنويع المستمر في منتجات الذهب والقدرة على تسويقها عالمياً. مشيراً الى أن دبي لا تزال تحافظ على مكانها كأكبر مركز لإعادة توزيع الذهب المنقول في العالم، بالاضافة الى قيادتها قطاعات جديدة في منتجات الذهب وابتكاراتها في هذا المجال مما يعزز مكانتها العالمية بصفتها مدينة الذهب. وقال تجار في دبي: "ان الإمارة تصدرت أسواق الذهب العالمية، من خلال استحداث قطع الحلي المصنوعة من سبائك الذهب الصغيرة على شكل تعليقات، وأصبحت تلك المنتجات المبتكرة، المتميزة بنقوشاتها وابعادها الثلاثية وصورها المتحركة من خلال تكنولوجيا الحفر بالليزر، اسماء مألوفة في انحاء المنطقة".